تقع شمال مدينة غزة - اقيم مكانها مستعمرة ( مفقعيم ) جنوب المجدل .
بربرة

بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه ورابعه . كلمة آرامية بمعنى " بدوي " . إذ من الممكن أن تكون جماعة من البدو ، وهو أمر متوقع جداً ، استوطنت البقعة فسمي المكان باسمهم .
تقع في الجنوب من المجدل وعلى الطريق بينها وبين غزة التي تبعد عنها بنحو 21 كم . ترتفع بربرا 50 متراً عن سطح البحر . تحيط بأراضيها اراضي قرى برير وسمسم وبيت جريجا وهربيا والخصاص ونعليا والجية وبيت طيما وحليقات .
مساحة أراضيها ( 13978 ) دونماً منها ( 401 ) للطرق والوديان والسكة الحديدية ولا يملك اليهود فيها أي شبر . وقد غرس البرتقال في 132 دونماً وعمق آبارها يتراوح بين 35 - 40 متراً . وقد اشتهرت هذه القرية بعنبها ، الذي يعد من أجواد أنواعه في فلسطين ويصدر إلى مختلف المدن الفلسطينية وخاصة إلى يافا وغزة . وفيها أيضاً اللوز والموز والتين والزيتون والمشمش وغيرها . وقد اشتهر أهل بربرا بنشاطهم وجدهم أيضاً في زراعة الحبوب والبقول والبطيخ والخضار . وتشتغل نساؤها بعمل البسط الطويلة وتدعى " مزاود " ومفردها " مزوده " .
مساحة القرية ( 70 ) دونماً كان بها في عام 1922 ( 1369 ) نسمة ، بلغوا في احصاء 1931 ( 1546 ) منهم 786 من الذكور و 760 من الإناث ولهم 318 بيتاً .وفي 1/4/1945 قدروا بنحو ( 2410 ) نفوس ، عرب مسلمون . وبعض عائلات بربرا ترجع بأنسابها إلى المصريين وفيها من يعود بأصله إلى الصليبيين .
في القرية جامع قديم كتب على جداره : " بسم الله الرحمن الرحيم : إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين " . جدد هذا المسجد الشريف في أيام سلطنة مولانا السلطان الأعظم والخاقان الأكرم المنصف بين العباد مولانا السلطان مراد خان آدام الله سلطانه ، العبد الفقير المعترف بالعجز واليه شهاب الدين احمد بن المرحوم الشيخ زين العابدين متولي وقف المسجد تقبل الله منه عمله سنة 985 " .
وفي منتصف صحن الجامع ضريح التقى الزاهد الشيخ يوسف البربراوي الملقب بابي المحاسن . وهو من تلاميذ العالم السيد أحمد بن داود . وقد ذكر صاحب الأنس الجليل البربراوي بقوله : " وقبره في بربرا ظاهر " .
وفي بربرة مدرسة تأسست عام 1921 وابتداء من عام 1947 - 1948 صارت ابتدائية كاملة . بها 252 طالباً يعلمهم خمسة معلمين تدفع القرية عمالة ثلاثة منهم . وفي بربرة 380 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة .
ومن حروب بربرة مع اليهود المعركة التي حدثت في 24 آذار من عام 1948 ، وذلك أن المجاهدين كمنوا لقافلة يهودية آتية من الشمال متجهة نحو الجنوب ، بعد أن وضعوا الألغام في طريقها في جوار قريتهم . ولما مرت القافلة فوق الألغام انفجر لغم تحت إحدى سيارات النقل المملوءة بالبنزين فاشتعلت فيه النار ، كما اشتعل لهيب المعركة . واخيراً اضطر اليهود للفرار تاركين وراءهم عدة قتلى وبعض الأسلحة . وأما خسائر المجاهدين فقد بلغت شهيداً واحداً وثلاثة جرحى .
وفي اليوم الثاني ( 25 آذار ) أرادت قافلة أخرى المرور من بربرة ، فانفجرت الألغام تحت إحدى سياراتها وانقلبت وتوقفت القافلة واابتدأت المعركة بين العدو وبين المجاهدين من قرى بربرة وهربيا والجية وبيت جرجا وأخيراً ارتد العدو حاملاً معه قتلاه وجرحاه وكانت خسارة المجاهدين جريحاً واحداً .
دمر اليهود بربرة وأقاموا فوق أنقاضها مستعمرتهم : Mavq-i'in .

بربرة

الموقع PGR110114
المسافة من غزة بالكيلو مترات 17
متوسط الارتفاع تحت مستوى البحر 50
المساحة بالدونمات 13978
عدد السكان 1931م 1546
عدد السكان 1944/1945م 2410
عدد المنازل 1931 318

بربرة قبل سنة 1948 :
كانت القرية تقوم على الطرف الشرقي للهضاب الرملية الساحلية, التي تمتد في موازاة البحر الأبيض المتوسط.. وكان وسط القرية يقع في رقعة أرض مستوية نسبيا, لكن بعض منازل القرية كان ينهض على أراض متعرجة بالقرب من الهضاب. وكان زحف الرمال يمثل مشكلة خطرة حتى الأربعينات حين نجح السكان في تثبيت الكثبان, وذلك ببناء المنازل وزرع الأشجار في الأماكن الملائمة. وكانت بربرة تقع إلى الغرب مباشرة من الطريق العام الساحلي وخط سكة الحديد, لذا فقد كانت ترتبط بالمراكز المدينية إلى الشمال والجنوب. وكانت طرق فرعية تربطها بالقرى المجاورة. ويبدو أن قرية بالاسم نفسه (بربرة / Barbara) كانت موجودة في ذلك الموقع خلال الاحتلال الروماني لفلسطين. ويقول الجغرافي العربي مجير الدين الحنبلي (توفي سنة 1522 تقريبا) إن القرية كانت مسقط رأس الشيخ يوسف البربراوي, وهو عالم محلي وتلميذ العالم الشهير أحمد بن داود الذي توفي سنة 1323. في سنة 1596, كانت بربرة قريبة في ناحية غزة (لواء غزة) . وعدد سكانها 402 .
في أواخر القرن التاسع عشر, كانت القرية مستطيلة الشكل, تحيط بها حدائق عدة وبركتان. أما الرمال الزاحفة من الشاطئ. فكان يصدها سياج من نبات الصبار في الحدائق. وفي الشرق كانت توجد بساتين من شجر الزيتون. وكانت منازل بربرة, المبنية بالطوب, مفصولة بعضها عن بعض بأزقة رملية. وكان سكانها من المسلمين. لهم مسجد قديم وسط القرية شيد خلال عهد السلطان العثماني مراد الثالث (1574 - 1596) وكان يضم ضريح الشيخ يوسف البرابروي المذكور أعلاه. وبالإضافة إلى المسجد, كان في وسط القرية عدد من الدكاكين ومدرسة ابتدائية -أسست في سنة 1921 - كانت تضم 252 تلميذا في سنة 1947.
كانت الأراضي الزراعية تحيط بالقرية من جوانبها كافة وكان عنبها, الذي كان يعتبر من أفضل الأعناب في فلسطين, يباع في الكثير من بلدات الساحل وقراه. وبالإضافة إلى ذلك, كان سكانها يزرعون اللوز والتين والزيتون والحمضيات والغوافة والبطيخ والشمام والحبوب. وكانت أشجار الفاكهة تتركز في القسم الغربي من القرية, والحبوب في القسم الشرقي منها في 1944/1945, كان ما مجموعه 132 دونما مخصصا للحمضيات والموز, و9613 دونما للحبوب, و2952 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت الزراعة في معظمها بعلية. وقد حفر بعض الآبار على عمق 35 - 40 مترا لري أشجار الحمضيات والخضراوات. وكانت بربرة مشهورة أيضا بالبسط الطويلة, "المزاود", التي كانت تحيكها النسوة.

احتلالها وتهجير سكانها :
كانت بربرة شهدت اشتباكات منذ الأسابيع الأولى من الحرب. ففي النصف الأول من كانون الثاني/يناير 1948, أطلق أشخاص من باص يهودي كان يمر بالقرية, النار على سكانها من دون أن تقع أية ضحايا. وعند الساعة السابعة من صباح 12 كانون الثاني/ يناير, بحسب ما جاء في تقرير أوردته صحيفة "فلسطين" أطلقت النار على القرية وكسر الزجاج في المدرسة (الخالية).وحدث وهجوم آخر في نيسان / أبريل 1948 ورد ذكره في أحد تقارير القائد السوداني للقوات العربية غير النظامية في منطقة غزة, طارق الإفريقي فعندما كان سكان القرية يعملون في حقولهم في نيسان / أبريل, تعرضوا لنيران أطلقها عليهم سكان مستعمرة يهودية مجاورة, فجرح أحدهم. وقد رد المدافعون عن القرية على النار, فدارت معركة استمرت ساعتين. ولم تذكر التقارير سقوط ضحايا بين سكان القرية الذين قالوا أنهم شاهدوا أفراد القوات اليهودية يحملون قتلاهم وجرحاهم خلال انسحابهم.
خلال الهدنة الثانية في الحرب ، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة تهدف إلى ربط القوات الإسرائيلية في النقب بالقوات المتمركزة إلى الشمال منها ، في المنطقة الواقعة جنوبي الرملة . وكانت هذه العملية تدعى في البدء عملية الضربات العشر ، لكن سميت لاحقاً عملية يوآف . وقد سقطت بربرة خلال هذه العملية .
ومن أجل الشروع في عملية يوآف ، حشد الجيش الإسرائيلي ألوية غفعاتي وهنيغف ويفتاح في المنطقة الداخلية ، التي كانت سقطت في يده إلى الشرق من الشاطئ بين إسدود وغزة . وكانت الوحدات المصرية تسيطر على القطاع الساحلي حتى إسدود شمالاً . وما أن انتهت الهدنة الثانية ، في 15 تشرين الأول / أكتوبر ، حتى تحرشت القوات الإسرائيلية بالقوات المصرية لتجعلها تطلق النار على قافلة تموين اسرائيلية ، ومن ثم قامت بقصف مدفعي عنيف وبغارات جوية . وكان المؤرخ الإسرائيلي بني موريس يقول إن الجيش الإسرائيلي استخدم ، بغية " تليين " القرى قبل احتلالها ، المدفعية على نطاق أوسع كثيراً من أي هجوم سابق ، بالإضافة إلى غارات جوية بالقاذفات والقاذفات المقاتلة .
في 15 تشرين الأول / أكتوبر ، أوردت وكالة يونايتد برس إنترناشونال خبراً من القاهرة فحواه أن الطائرات الإسرائيلية قصفت قرية الجورة ،بالإضافة إلى غزة والمجدل . وقد أطلقت الطائرات النار على بربرة ، وقصفتها في اليوم ذاته . ومع نهاية العملية ، تمكنت القوات الإسرائيلية من الانتصار على القوات المصرية على الجبهة الجنوبية ، واحتلت معظم قرى قضاء غزة . في ذلك الوقت ، كان النشاط العسكري الإسرائيلي قد أدخل " اليأس في نفوس السكان " ، بحسب ما قال ضابط استخبارات إسرائيلي أنئذ . وقد ترك القصف المدفعي والقصف الجوي أثرهما في نفوس السكان في منطقة لم تكن مستعدة نفسياً ، ولم تكن فيها اية ملاجئ ضد الغارات الجوية .
وسقطت بربرة عند نهاية هذه العملية ، في 4/5 تشرين الثاني / نوفمبر 1948 ، بعد سقوط المجدل بقليل . أما السكان فقد طردوا منها ، أو فروا تحت وطأة نيران الحرب .

المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية :
بنيت مستعمرتان على أراضي القرية . فقد أقيمت مستعمرة مفكيعيم في 12 كانون الثاني / يناير 1949 ، إلى الجنوب من القرية مباشرة ، وذلك لمنع سكانها من العودة . أما تلمي يافي ، التي أقيمت في سنة 1950 ، فهي إلى الجنوب الشرق يمن الموقع . وبنيت مستعمرة غيئا في السنة ذاتها إلى الشمال الشرقي من الموقع ، وهي قريبة من أراضي القرية ، لكن ليست عليها وإنما على أراضي قرية الجية المجاورة .

القرية اليوم :
لم يبق منها سوى الحيطان المتداعية وركام المنازل ، المغطى بالأشواك والعوسج . وتنمو في الموقع أيضاً أشجار الكينا والجميز الكبيرة ، فضلاً عن نبات الصبار . ولا يزال بعض أزقتها القديمة واضح المعالم . وتستخدم رقعة من موقعها مكباً للنفايات وللسيارات المحطمة . أما الأراضي المجاورة ، فيزرعها المزارعون الإسرائيليون ذرة .
· هي كلمة كنعانية آرامية، وتعني ( بدوي ). مبنية على أطراف الكثبان الرملية الساحلية الشرقية التي تمتد بمحاذاة البحر من وادي صقرير ( نهر صقرير ) حتى رفح. يحيط بها القرى البرير، بيت جرجا، هربيا، سمسم، الخصاص، نعليا، الجية، بيت طيما، الحليقات، وهي موجودة على الجانب الغربي لخط السكك الحديدية الذي كان ممتداً من رفح الى حيفا حتى سنة 1948م.
· يوصف أهل بربرة بانهم بدو " وهم اهل جد ونشاط في الزراعة والعمل ". ونساء بربرة يهتممن بالتطريز على الثوب البربراوي والظهور به في المناسبات والاعياد وهو ثوب مطرز أرضيته تميل الى اللون الأزرق الباذنجاني، أي اللون القرمزي الكنعاني،، وهو بنفسجي مزرق. وتقوم النساء أيضاً بصناعة البسط " المزاود "، وأنواع من الكوانين المزخرفة، وابريق العروس ذو الخمسة مصبات والسبعة مصبات، وهو مزخرف باللون الأرجواني الاحمر بزخارف اهمها الوحدة الزخرفية المعروفة باسم سعف النخيل وهي تقاليد كنعانية وزخرفة كنعانية إذ أن سعف النخيل يشير الى الخير فالنخلة وسعفها وثمرها قدست لدى الكنعانيين.
· مساحة أراضيها (13978) دونماً، تزرع بالعنب والتين والجميز بكثرة لكنها تشتهر بنوع من العنب ذائع الصيت في فلسطين، ويعرف باسم العنب البربراوي. وفي أسواق غزة عندما ينادي بائع العنب فانه يقول: " بربراوي يا عنب " كي يسوق ما لديه من العنب.
· بها مسجد أثري قديم جدد بناؤه ايام السلطان " مراد خان " الذي استمرت خلافته مدة اثنتين وعشرين سنة حتى سنة 1596م. وفي المسجد ضريح الشيخ يوسف البربراوي، وينسب اليه الكثيرون تحت اسم " بربراوي أو البربراوي ".
· سنة 1948م طردت العصابات الصهيونية المسلحة أهلها وأقامت على أراضيها مستعمرة " مفقعين " سنة 1948م ومستعمرة " جييش " سنة 1955م، ومستعمرة " تالمي يافي " سنة 1950م. مجموع اللاجئين من هذه القرية حوالي (17168) نسمة حسب إحصائية 1998م.

أهلا وسهلا بكم في موقع صقور الإسلام
عودة للقائمة

1

1

 

 

 
Free Web Hosting