تقع شمال غزة - على البحر المتوسط شمال المجدل وتعتبر ثاني ميناء تجاري بعد ميناء حيفا .
إسدود

بكسر أوله وسكون ثانيه وضم الدال . هي " أشدود " الكنعانية ، بمعنى " قوة " أو " حصن " . وفي تقاليد بناتها ، الكنعانيين ، أن : سياني " من أحفاد " إيل " أعظم آلتهم ، هو الذي بناها . وأقدم سكانها هم " العناقيون " . ولما نزل الفلسطينيون ، الآتون من كريد ، بلادنا أضحت إحدى مدنهم الخمس الرئيسة . ويبدو أن السيادة كانت لأسدود ، كما كانت مركزاً لعبادة " داجون " الذي كان له صورة راس إنسان ويدي إنسان وجسم سمكة . ولما انتصر الفلسطينيون على اليهود في معركة " رأس العين " في شمال شرقي يافا ، في حوالي عام 1050 ق . م . غنموا " تابوت العهد " الذي كان اليهود يحفظون فيه ملفات سنتهم وشرائعهم ووضعوه في هيكل " داجون " .
وقد قاست اسدود كثيراً لوقوعها على طريق الغارات الآشورية الموجهة إلى مصر . ففي سنة 715 ق . م . أثار " شاباقا " ، الفرعون المصري ، في فلسطين ثورة ضد الآشوريين واستمال غليه " آسوري - Asuri " ملك اسدود . إلا أن " ترتان " اقائد الآشوري أثناء حكم " سرجون الثاني " أجبر هذا الملك على الخضوع بأن استولى على اسدود عام 711 ق . م . بعد حصار امتد ثلاث سنوات وأسكن فيها جالية آشورية . وكانت قبيلة " ختي " ضمن الذين قاوموا حصار الآشوريين .
وفي عهد " أشور بانيبال الآشوري 668 - 626 ق . م . تولى ملك مصر " إبسمتيك الأول 663 - 609 ق . م " مؤسس الأسرة السادسة والعشرين ، الذي لم يكتف بإبعاد الآشوري عن بلاده بل استولى على بعض جهات فلسطين . وفي أثناء حروبه حاصر " أسدود " ، وعلى رأي " هيرودوتس " إن حصارها كان أ"ول حصار عرفه التاريخ غذ لم يتمكن المصريون من فتحها إلا بعد مضي 29 سنة على ذلك الحصار الذي انتهى حوالي عام 630 ق . م .
وقد كان " الأشدوديون " في مقدمة أهل البلاد الذين قاوموا إرجاع اليهود ، في عهد الفرس ، من بابل إلى القدس .
ودعا " هيرودوتس " ، من مؤرخي القرن الخامس قبل الميلاد ، اسدود " بمدينة سوريا الكبرى " . وعرفت في العهد اليوناني والروماني باسم " آزوتس - Azotus " . وعانت اسدود كثيراً إبان الحروب التي نشأت بين البطالة والسلوقيين ، كما قاست الشيء الكثير من حروب وثورات المكابيين اليهود الذين لم يكتفوا بهدمها وإحراقها بل قاموا بمثل ذلك في قراها مزارعها .
ولما دخل الرومان البلاد عام 63 ق . م . كانت اسدود متهدمة إلى أن تمكن القائد الروماني
" غابينياس Gabinius " ، في نحو عام 55 ق . م . من إعادة بنائها . وفي القرن الرابع للميلاد كانت مركزاً لأسقفية ، وكان " سيلفانوس - Silvanus " أولهم . وفي عام 400م . كانت " اسدود " مركزاً لمقاطعة تشمل عدة قرى كثيرة منها " عاقر " و " قطرة " و " إدنبه " .
وفي عهد الفتوح العربية الإسلامية دخلت " أسدود " في جملة المدن والقرى الفلسطينية التي فتحت أبوابها للمسلمين في القرن السابع للميلاد .
وقد ذكر " ابن خرداذبه " ، المتوفى في نحو سنة 300 هـ ، أسدود باسم " ازدود " وإنها محطة على طريق البريد بين مصر والشام ، تقع بين محطتي الرملة وغزة .
وفي الحروب الصليبية كانت " اسدود " مدينة صغيرة غير حصينة . ويظهر أن هذه المدينة أخذت أخيراً في التقهقر حتى أضحت قرية كما نعهدها الآن . ( 1946 م ) ففيها وحولها ، هنا وهناك ، أعمدة مبعثرة وأحجار قديمة هي مما لا شك فيه من بقايا اسدود العظيمة التي دعيت في يوم ما " مدينة سورية الكبيرة " .
واسدود تقع على الطريق بين يافا وغزة وعلى مسيرة نحو 41 كم من الأولى . ومحطتها تقع على الكيلو 140.5 من خط حيفا - القنطرة . والرابية المقامة عليها القرية تعلو 42 متراً عن سطح البحر ، وعلى مسيرة نحو ثلاثة أميال من الساحل ، كما تبعد بنحو ستة كيلو مترات عن نهر " صقرير " الواقع في شمالها .
مساحة اراضيها 47871 دونماً منها 1016 للطرق والوديان و 2487 يملكها اليهود . زرع البرتقال في 3277 دونماً منها 1921 دونماً للعرب و 1356 دونماً لليهود . وتتراوح أعماق آبارها بين 16 - 34 متراً . وفي اراضي اسدود الكثير من أشجار الكرمة والتين والجميز وغيرها . وتجاور اراضي اسدود اراضي " عرب صقرير " و " البطاني " و " بيت داراس " و " حمامة " وأراضي " بشين " من أعمال الرملة .
ويقام في القرية في كل يوم أربعاء " سوق " يؤمه سكان القرى المجاورة مثل بيت داراس والسوافير والبطاني وحمامة وعرب ابوسويرح وغيرها .
مساحة القرية 131 دونماً قدر عدد سكانها قبل الحرب العالمية الأولى بنحو 5000 نسمة . وفي عام 1922م كانوا " 2566 " شخصاً . وفي إحصاءات عام 1931 بلغوا " 3138 " نسمة بينهم 1530 من الذكور و 1608 من الإناث لهم جميعاً 764 بيتاً . وفي 1/4/1945 قدروا بـ 4630 شخصاً . منهم المصري ومنهم من يعود بأصله إلى قرى نابلس والخليل والرملة .
في اسدود مسجدان ومدرستان : واحدة للبنين والثانية للبنات . تأسست مدرسة البنين في عام 1922م وفي عام 1943 - 1944 أصبحت ابتدائية كاملة . بلغ عدد طلابها ( 371 ) طالباً يعلمهم 9 معلمين تدفع القرية عمالة اثنين منهم . وللمدرسة مكتبة تضم نحو 550 كتاباً . وأما مدرسة البنات فقد أنشئت عام 1942 . بها 74 طالبة يوزعن على أربعة صفوف يعلمهن معلمتان تدفع القرية راتب معلمة منهما . وفي اسدود 1203 رجال يلمون بالقراءة والكتابة .

مزارات القرية :
1 - مزار سلمان الفارسي : أقيم في عهد الملك الظاهر بيبرس مسجد في اسدود على مشهد يقال إنه لسلمان الفارسي الصحابي المعروف . في المسجد غرفة يذكر الأهلون أن في أسفلها مغارة تعرف باسم " الغار " ينزل إليها ببضع درجات وعلى بابها بلاطة منقوش عليها ما يأتي :
بسم الله الرحمن الرحيم
" إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر . أمر بعمارة هذا المسجد المبارك على هذا المشهد المباك المعروف بسلمان الفارسي السيد الفقير إلى ربه الراجي عفوه بلبان عبدالله عتيق الأمير الكبير علم الدين سنجر التركستاني في أيام السلطان الأجل الملك الظاهر ركن الدنيا والدين بيبرس الصالحي خلد الله ملكه . ومن ذلك انشأ البئر والأرض وقفاً له نفعة الله به . وملعون من يغيره أو يبدله . رجب ستمائة وسبع وستين هجرية " .
وسلمان الفارسي المنسوب إليه هذا المشهد ، من أجلاء الصحابة ، أصله من مجوسي فارس ، دل المسلمين على حفر الخندق في غزوة الأحزاب فجعله رسول الله من أهله ، فقال عليه السلام " سلمان منا أهل البيت " . جعل اميراً على " المدائن " في العراق فأقام فيها إلى أن توفي عام 36 هـ : 656م . وعليه فإن القول بأن هذا المزار هو له أمر لا يتفق مع الواقع .
والحقيقة إن صاحب هذا القبر هو الصحابي " عبدالله بن أبي سرح " الذي كان هو ومعاوية بن ابي سفيان أول أميرين من أمراء البحر أنجبهم الإسلام .
2 - مزار المتبولي : وهناك غرفة أخرى شرقي غرفة مشهد سلمان الفارسي تضم ضريحاً يعرف صاحبه باسم ( الشيخ ابراهيم المتبولي ) الولي المشهور . ويلاصق غرفة ضريح هذا الولي من الجنوب غرفتان ، ويقع أمام هذه الغرف الثلاث رواق منقوش على جداره ما يأتي : " بسم الله الرحمن الرحيم . هذا مقام سلطان العارفين . وعرف الكاملين قطب الوجود السيد المتبولي إبراهيم ، من دانت لله الأخبار بالبرهان تلميذ طه المصطفى في خير الورى وتحريره سنة 1275 هـ " .
والمتبولي هذا هو إبراهيم بن علي بن عمر المتبولي الأنصاري الأحمدي الصوفي . إمام الأولياء في عصره . كان خيراً ديناً مباركاً يحبه الناس . وهو مصري المولد وكان ذا بر معروف يؤوي إليه الفقراء والمنقطعين وانشأ جامعاً بطنطاً وبرجاً في دمياط . وكثرت أتباعه وهرع الكثيرون للتبرك فيه . كان يباشر عمله في حقوله واراضيه بنفسه وكانت شفاعته عند السلاطين لا ترد . وكثيراً ما عارض السلطان قايتباي . واضطر المتبولي على اثر خلاف بينه وبين السلطان ان يرحل من مصر فنزل اسدود ثم مات فيها عام 877 هـ . بعد أن عاش 80 سنة لم يتزوج في أثنائها .
ويحيط بمزار الفارس والمتبولي سور له باب خاص من الجهة الشرقية ، وعلى بعد 50 متراً جنوبي المزارين المذكورين يوجد موقع يعرف بمقام أحمد ابوالإقبال يحيط به سور لا يعرف أهل البلدة عن صاحبه شيئاً . وتوجد غربي هذا المقام ، أنقاض لخان واسع يذكر الناس إنها من بقايا بناية أقيمت في عهد الملك الظاهر بيبرس .
أزال اليهود هذه القرية العربية من الوجود ، وبعد أن دمروها ، دون الالتفات إلى أماكن العبادة الإسلامية والآثار العربية .

تقع الخرب الآتية في جوار اسدود :
1 - بئر الجوخدار : تقع في الجنوب الشرقي من اسدود ، بينها وبين مستعمرة " بيار تعبية " . بها " آبار وصهاريج . وأساسات " .
2 - خربة الواويات : وتعرف أيضاً باسم " خربة أم الرياح " . تقع على الخط الحديدي ، للجنوب من اسدود . تحتوي على " اساسات وصهاريج مبنية بالدبش وشقف فخار وأكوام حجارة .
3 - خربة ياسين : بها " صهاريج مهدمة مبنية بالدبش وشقف فخار " .
4 - مينة اسدود : وتعرف أيضا باسم " مينة القلعة " . عرفت في العهد الروماين باسم " أزوتس باراليوس - Azotus Paralius " . وفي القرن الرابع للهجرة ( العاشر الميلادي ) كانت ميناء اسدود أحد الموانئ التي تفدي فيها أسرى المسلمين . وهذه الموانئ ، كما ذكرها صاحب أحسن التقاسيم هي : غزة وميماس وعسقلان وميناء ازدود وميناء يبنا ويافا وأرسوف .
وفي عام 1148م أقام بها " فولك آنجو " الصليبي قلعة حصينة دعيت باسم " Castle Berorad " . وتحتوي " مينة اسدود " اليوم على " بقايا حصن له أبراج مستديرة ومبان مهدمة وغرف لها قباب وعقود وأساسات من الدبش وقطع معمارية وشقف فخار " .
5 - جسر اسدود : ويحتوي على " بقايا جسر وصهاريج وفي شمال الجسر مدفن مبنى بالدبش وآثار محلة قديمة " .
6 - تل مرة أو الأخيضير : وهو عبارة عن تل أنقاض .
7 - أبو جويعد : به " صهاريج معقودة بالدبش وقبور وبقايا أرضيات مرصوفة بالفسيفساء " .
8 - ظهرات التوتة أو الزرنوق ، وتحتوي على " تل من الأنقاض في الرمل ، وشقف فخار وأساسات من الدبش وأكوام حجارة " .
9 - صنداحنة : بها " بقايا جدران ودبش وشقف فخار على سطح الأرض ومعصرة وحجر
مرحاة ".

إسدود
الموقع PGR118129
المسافة من غزة بالكيلو مترات 35
متوسط الارتفاع تحت مستوى البحر 25
المساحة بالدونمات 17871
عدد السكان 1931م 3140
عدد السكان 1944/1945م 4910
عدد المنازل 1931 764
إسدود قبل سنة 1948
كانت القرية تنتصب على تل رملي يشرف على مساحات واسعة إلى الشرق والشمال والجنوب, وتواجه تلا مرتفعا إلى الغرب. وكان هذا التل, في الواقع, يضم البقايا المتراكمة لعدة بلدات سابقة تحمل الاسم ذاته. كانت إسدود تبعد 5 كيلو مترات تقريبا عن شاطئ البحر. وتقع على الطريق العام الساحلي. وكان اسمها مشتقا من أشدود, البلدة القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد على الأقل. وجاء في التوراة. أنها كانت إحدى مدن الفلسطينيين الخمس الكبرى (بنتابولس). ويجب التمييز بينها وبين الثغر البحري الذي كان بلدة تعرف في العصور القديمة باسم أزوتس باراليوس (Azotos Paralios) . أي "الواقعة على البحر". وكان يفصل هذه البلدة عن إسدود كثبان من الرمال عرضها 5 كيلو مترات. وفي إثر التخريب الذي أنزله المكابيون بالبلدة. في القرن الثاني قبل الميلاد, أعيد بناءها بعد أقل من قرن كمدينة رومانية. وكان اسمها في تلك الفترة أزوتس (Azotus). وخلال الفترة البيزنطية, أصبحت بلدة الميناء أهم من البلدة الأم ذاتها.
في القرن السابع للميلاد, دخلت إسدود في الحكم الإسلامي. وأشار الجغرافي الفارسي ابن خرداذبه (توفي سنة 912) إليها باسم أزدود, وقال إنها إحدى محطات البريد بين الرملة وغزة. وقيل إن السلطان المملوكي قايتباي (1467 -1496) مر بالقرية سنة 1477 وهو في طريقه إلى دمشق . في سنة 1596, كانت إسدود قرية في ناحية غزة (لواء غزة). وفيها 413 نسمة .وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والسمسم والفاكهة, بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل. وقد ذكر الرحالة المصري المتصوف مصطفى أسعد اللقيمي. الذي كتب في سنة 1730, أنه زار خان إسدود بعد مغادرته غزة.
في أواخر القرن التاسع عشر, كانت قرية إسدود تمتد في موازاة المنحنى الشرقي لتل منخفض تغطيه البساتين. وكان الخان (الخرب في ذلك الحين). يقع إلى الجنوب الشرقي من القرية. وكانت منازلها المبنية بالطوب, والمؤلفة من طبقة واحدة, تشتمل على حوش يحيط به حائط مبني بالطوب أيضا. أما المصدران الرئيسيان للمياه, وهما بئر حجرية وبركة, فكانا محاطين ببساتين النخيل والتين. وقبل الحرب العالمية الأولى, قدر بيديكر عدد سكانها بـ 5000 نسمة, كما وصفها بأنها تقع "على سفح تل يشرف عليه تل آخر أكثر ارتفاعا",
كان سكان إسدود,في أغلبيتهم, من المسلمين. وكان في القرية مسجدان وثلاثة مقامات لشخصيات إسلامية تاريخية ودينية. وكان سكانها يعتقدون, خطأ, أن أحد هذه المقامات هو مقام الصحابي الجليل سلمان الفارسي. وكان مقامه داخل مسجد بني في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس (1259 -1277). وكان يعتقد أن المقام الثالث, فهو مقام أحمد أبو الإقبال. وأقيمت مدرستان ابتدائيتان في إسدود: إحداهما للبنين (في سنة 1922), والأخرى للبنات (في سنة 1942). وكان عدد التلامذة بلغ, في أواسط الأربعينات, 371 تلميذا في مدرسة البنين, و74 تلميذة في مدرسة البنات. وكان لإسدود مجلس بلدي.
كانت الزراعة عماد اقتصاد القرية. وكانت محاصيلها الأساسية الفاكهة - ولا سيما الحمضيات والعنب والتين - والحبوب إجمالا, والقمح مخصصا في 1944/1945, كان ما مجموعه 1921 دونما مخصصا للحمضيات والموز, و22170 دونما للحبوب, و8322 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين . وكان سكان القرية يعتمدون على الأمطار وسحب المياه من الآبار (التي كان يتراوح عمقها بين 15 و 35 مترا) لري مزروعاتهم. وبالإضافة إلى الزراعة, كان سكانها يعملون في التجارة. وكان في إسدود عدد من المتاجر وسوق أسبوعية تعقد كل يوم أربعاء, وتستقطب سكا ن القرى المجاورة. وقد سهلت التجارة محطة القطار في إسدود, التي كانت جزءا من خطة سكة الحديد الساحلي.
كان في جوار إسدود تسع خرب تضم تشكيلة واسعة من الآثار, منها بقايا فخارية وأرضية من الفسيفساء وصهاريج ومعصرة زيتون قديمة. وقد كشفت التنقيبات الأثرية, في الموقع ذاته, عن أن الموقع بقي آهلا بصورة مستمرة تقريبا منذ القرن السابع عشر قبل الميلاد حتى سنة 1948,ويبدو أن الفترة التي شهدت الازدهار الأعظم, في العهود القديمة, كانت القرنين الرابع عشر قبل الميلاد والثالث عشر قبل الميلاد.

احتلالها وتهجير سكانها
عندما دخلت القوات المصرية فلسطين. في 15 أيار / مايو 1948,كان من أوائل أهدافها التمركز في إسدود. وقد أنيطت هذه المهمة بالكتيبة المصرية التاسعة. لكن في 22 أيار/ مايو, وصلت كتيبة جديدة إلى الجبهة, فسلمت إسدود للكتيبة السادسة, بحسب ما ذكر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر, الذي كان آنئذ من ضباط الأركان في تلك الكتيبة (لم تذكر الصحافة الأجنبية خبر وصول وحدات مصرية إلى إسدود حتى 30 أيار/ مايو, غير أن شهادة عبد الناصر العيانية تبدو أولى بالثقة). وفي تلك الفترة. كانت إسدود تقع على الخطوط الأمامية بين القوات المصرية والإسرائيلية. وكانت القوات الإسرائيلية قطعت الطريق بين المجدل وإسدود فترة وجيزة, إلا إن المصريين نجحوا في إزاحة تلك القوات عنها واستعادوا بالتالي خطوط إمداداتهم. وكان ذلك في أثناء تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية براك.
كانت أوامر العمليات العسكرية الإسرائيلية تقضي بهجوم على المجدل وإسدود ويبنة, وذلك" للتسبب بتشريد [ أي نزوح] سكان المراكز السكنية الصغرى في المنطقة", وقد شن الهجوم من جهات ثلاث في 2 - 3 حزيران /يونيو, وأدى إلى فرار الألوف من السكان المحليين, وذلك بحسب ما روى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس. وجاء في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن "القتال الأكثر دمويا" في جنوب البلاد جرى في 3 حزيران/ يونيو حول إسدود. ثم شن هجوم إسرائيلي آخر بعد ذلك بأيام معدودة, في 9 -10 حزيران/ يونيو. وفي اليوم التالي, دخلت الهدنة الأولى حيز التنفيذ. وطوال فترة هذه الهدنة, كان جمال عبد الناصر مرابطا في إسدود, حيث كان يراقب النشاط العسكري الإسرائيلي خلال هذه الفترة. وفي الفترة ما بين الهدنتين, شنت وحدات من المغاوير الإسرائيلية هجمات في منطقة إسدود. وورد في مقال مصور نشرته "نيويورك تايمز" بتاريخ 16 تموز/ يوليو , إشارة إلى أن وحدة تدعى "ثعالب شمشون" وصلت إلى الخطوط المصرية في إسدود.
لم يتم احتلال بلدة إسدود إلا عند نهاية الهدنة الثانية من الحرب, في تشرين الأول / أكتوبر 1948. فقد قصفت بحرا وجوا في بداية عملية يوآف. وسقطت في يد الإسرائيليين في المرحلة الأخيرة من هذه العملية.
كانت المراحل المبكرة من عملية يوآف مترابطة مع أقسام من عملية ههار التي قام لواء غفعاتي بها إلى الشمال. إذا اقتحم هذا اللواء عددا من القرى في قضاء الجليل, بينما كانت قوات أخرى تنفذ عملية يوآف. وقد سقط كثير من قرى قضاء الخليل, في 22- 23 تشرين الأول / أكتوبر, في يد الإسرائيليين, وفر كثيرون من سكان التلال المحيطة بالخليل قبل وصول القوات الإسرائيلية. أما من تخلف منهم, فقد طرد نحو الخليل. وعند نهاية عمليتي ههار ويوآف, في الأسبوع الأخير من تشرين الأول/ أكتوبر 1948, تم دمج منطقتي العمليتين إحداهما في الأخرى, واخترقت الوحدات الإسرائيلية الخطوط المصرية في 23 تشرين الأول / أكتوبر 1948, فربطت الأجزاء التي تحتلها إسرائيل في جبال الخليل بممر القدس.
وجاء في صحيفة "نيويورك تايمز" أن قاذفات الجيش الإسرائيلي حلقت, في 18 تشرين الأول/ أكتوبر, "من دون أي عائق تقريبا" نحو أهدافها, طوال ثلاث ليال متتالية, وأن هذه الأهداف كانت تشمل إسدود. وبات المصريون مهددين بالحصار والعزل, فانسحبوا على الطريق الساحلي في اتجاه الجنوب. أما معظم من بقي من السكان المدنيين, فقد فر مع الطوابير المصرية قبل دخول الإسرائيليين في 28 تشرين الأول/ أكتوبر. ويذكر موريس أن نحو 300 من سكان البلدة بقوا فيها رافعين الأعلام البيض, و"طردوا فورا نحو الجنوب" ومع ذلك, فقد جاء في بلاغ عسكري إسرائيلي صدر يوم احتلال إسدود, أن القوات الإسرائيلية دخلت البلدة بناء على طلب وفد من السكان العرب المحليين.

المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية :
في سنة 1950. أقيمت مستعمرتا سدي عزياهو وشتولم على أراضي القرية, إلى الشرق من موقعها. أما مستعمرتا بني دروم وغان هدروم اللتان أسستا في سنتي 1949 و 1953 على التوالي, فهما على مسافة لا بأس فيها إلى الشمال من موقع القرية, لكن على أراضيها.

القرية اليوم :
دمر معظم المنازل, وغطت الحشائش والأشواك الدمار. وثمة إلى الجنوب مباشرة من وسط الموقع مسجد كبير خرب, لا تزال أعمدته المتداعية قائمة, كما لا تزال أبوابه ونوافذه المقوسة تحتفظ بأشكالها المميزة, وثمة على بعد نحو 200 متر إلى الجنوب الغربي من الموقع مدرستان مهجورتان, كما ثمة مقام مهجور بالقرب منهما إلى الجنوب. أما شارع القرية الرئيسي فلا يزال يشاهد, مارا من الشمال إلى الجنوب وعلى جانب واحد من الموقع. وثمة بناء كبير غير مستعمل لا يزال قائما في الجانب الشرقي. وتنتشر أشجار النخيل والدوم والسرو على أطراف الموقع. وقد غرس شجر الأفاكاتو في بستان على طول الطرف الشمالي للموقع, الذي تمتد في موازاة طرفه الجنوبي حقول إسرائيلية مزروعة.
· تقع شمال شرق غزة وتبعد عنها مسافة (35) كم، وعن يافا مسافة (41) كم، وعن شاطئ البحر المتوسط مسافة (5) كم وتعلو عن سطح البحر (25) متراً ومساحة أراضيها (47871) دونماً.
· أسسها العناقيون الكنعانيون وأطلقوا عليها ( اشدود ) وتعني الحصن أو القوة. وكانت مملكة كنعانية، وقام المنقبون بالحفريات في تلال اسدود حيث وجدوا بأن تاريخها يعود الى 2900 سنة قبل الميلاد. وهي من المدن الكنعانية الساحلية الهامة التي برزت خلال عصر البرونز المتوسط (2100 - 1600 سنة ق.م)، وخلال عصر البرونز المتاخر والحديد (1600 - 232 ق.م)، وتميزت بتحصيناتها المعمارية. ووثائق مدينة (مملكة أوغاريت بشمال سوريه) تشير إلى الدور البارز والهام الذي لعبته مدينة اسدود خلال القرن الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد، فهي من المدن الكنعانية الهامة الثلاث التي لها علاقات تجارية مع أوغاريت الكنعانية في الشمال، والمدن الثلاثة هي (اسدود - عكا - عسقلان) وكان لها ميناء كنعاني على البحر يعرف باسم(تل مر).
· وقد دمرت هذه المدينة قديماً عدة مرات وخاصة فترة تحتمس الثالث، وحملة مرنبتاح الشهيرة، ويقال إن أحد ملوك مصر وهو ابسانتك الأول (663 - 609 ق.م) قد حاصرها أكثر من (29) شهراً، وبعض المراجع تقول (29) سنة ولم تستسلم رغم الدمار الذي لحق بها.
· وقد عثر في مدينة اسدود على آثار المدينة المكونة من الأسوار والأبراج والبوابات والمعابد والتماثيل التي تشير إلى أن أهل اسدود العناقيون الكنعانيون كانوا يعبدون الآلهة عنات الكنعانية آلهة الجمال والحب والحرب.
· وقد ذكرها هيرودتس حيث سماها مدينة سوريه الكبرى.
· وقد أصبحت جزءً من الخلافة الإسلامية في القرن السابع الميلادي، وقد كانت محطة على طريق البريد بين مصر وبلاد الشام.
المزارات:
· بها عدد من المزارات:
1 - مزار سلمان الفارسي، والمسجد الذي شيد في عهد الظاهر بيبرس.
2 - مزار الشيخ إبراهيم المتبولي، وهو شيخ صوفي مصري وصل إلى اسدود وأقام فيها نتيجة لخلافة مع السلطان قايتباي، وتوفي سنة 877هـ.
3 - ومقام أحمد أبي الاقبال.
4 - ومقام النبي يونس ويقع على تلة مرتفعة رملية قرب نهر صقرير مباشرة، ويطل المقام على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
· قبل سنة 1948م كان بها مدرسة للبنين، ومدرسة للبنات.
· يوم 28/10/1948م احتلت من قبل المنظمات الصهيونية المسلحة واقاموا على اراضيها مستعمرة (سدي أوزياهو)، ومستعمرة (شيتوليم)، ومستعمرة (بني داروم)، ومستعمرة (جان ها داروم).

أهلا وسهلا بكم في موقع صقور الإسلام

 

عودة للقائمة

1

1

 

 

 
Free Web Hosting