تقع شرق مدينة يافا - اقميت مستوطنة يهودا - على أرضها العربية كذلك مطار اللد .
العباسية

من قرى القضاء الكبيرة ، تقع في ظاهر كفر عانة الشمالي الشرقي وعلى مسيرة نحو كيلو مترين عنها ، كما تقع في الجهة الشرقية من يافا وعلى بعد 13 كم منها ويقع في جنوبها وبالقرب منها مطار اللد الكبير . مساحتها 101 من الدونمات .
والعباسية تقوم على البقعة التي كانت تقوم عليها قرية " يهود " ، بمعنى مدح ، الكنعانية ، وفي العهد الروماني ذكرت " Iudaea من أعمال " أونو - كفر عانة " .
كانت قريتنا هذه تعرف سابقاً باسم " اليهودية " ، إلا أن سكانها استبدلوه ، في أواخر سنة 1932م باسم " العباسية " نسبة للشيخ الصالح المدفون فيها وذكرى للدولة العربية العظيمة التي تحمل الاسم المذكور .
للعباسية أراض مساحتها 20540 دونماً منها 611 للطرق والوديان و 1135 دونماً تسربت لليهود . وتحيط بهذه الأراضي أراضي قرية ويلهلما ودير طريف وجنداس وكفر عانة والمستعمرات اليهودية . غرست الحمضيات في 4099 دونماً منها 220 غرسها اليهود . والزيتون مغروس في 450 دونماً .
وبعض سكان العباسية يلتمسون الرزق عن طريق عمل الحصر المصنوعة من أوراق البردي التي يأتون بها من مستنقعات الحولة وغيرها وتقدر وارداتهم منها بنحو 40.000 جنية فلسطيني . وفي الحرب العالمية الثانية اهتم القرويون بتربية الأبقار الهولندية فدرت عليهم البانها الأموال الجمة .
وقدر بعضهم وأردات العباسية في السنين الأخيرة بما يقرب من 400.000 جنية فلسطين في السنة .
ويقام في يوم السبت من كل أسبوع سوق تجاري في العباسية يؤمه الكثيرون من سكان القرى المجاورة ، تباع وتشترى فيه مختلف المحصولات والمنسوجات والحيوانات والطيور وغيرها .
بلغ عدد سكان العباسية عام 1922م " 2437 " شخصاً ، ارتفعوا في عام 1931 إلى " 3258 " - 1639 ذكور و 1619 إناث مسلمون بينهم خمسة من المسيحيين وللجميع 772 بيتاً . وفي 1/4/1945م قدروا بـ 5650 عربيا مسلمون بينهم 20 مسيحياً .

ينسب هؤلاء السكان إلى خمس حمولات :
1 - البطانجة : تميميون نزلوا القرية في العهد العثماني ولهم أبناء عم في يازور ونحف فضلاً عن نابلس والخليل والكرك وغيرها .
2 - المناصرة : يعودون بأصلهم إلى " دير دبوان " من أعمال رام الله . وهم من أعقاب المقداد بن الأسود الدؤلي .
3 - الدلالشة : من قرية نحف من أعمال عكا .
4 - المصاروة : نزلوا القرية في القرن الماضي .
5 - الحميدات : أقدم سكان العباسية ويذكرون انهم من أحفاد الملك الظاهر بيبرس . اقول : لعلهم من بقايا المماليك والله أعلم .
وفي العباسية مدرستان : الأولى ابتدائية للبنات . أقيمت عام 1943م بلغ عدد طالباتها 101 تعلمهن خمس معلمات . تدفع القرية عمالة معلمتين منهن .
والمدرسة الثانية للبنين تأسست عام 1919م . وفي عام 1941م أصبحت ابتدائية كاملة . وفي سنة 1947 - 1948 فتح فيها صف ثانوي أول . بلغ عدد طلابها 293 طالباً ، بينهم 32 يداومون على الصف الثانوي الأول بينهم عدد من طلاب القرى المجاورة . وأما عدد المعلمين فقد بلغ في السنة المذكورة 14 معلماً تدفع القرية رواتب ستة منهم .
وقد تعددت شعب صفوفها الابتدائية فأصبحت ذات شعبتين من الصف الأول حتى الخامس . وأنشئ في المدرسة " منزل " لطلاب القرى المجاورة بنفق عليه من أموالهم باشراف مدير المدرسة . وبذلك تكون مدرسة بني العباسية ، من حيث عدد طلابها وصفوفها ومعلميها ، وعدد من تدفع لجنة المعارف رواتبهم من معلمين ، أولى مدارس القرى في لوائي غزة ويافا .
وفي المدرسة مكتبة بلغ عدد كتبها 472 كتاباً . ولها ارض مساحتها 27 دونماً . يتمرن الطلاب فهيا على الأعمال الزراعية العملية وتربية الدواجن والنحل . وفيها غرفة لتفقيس الصيصان ومستنبت لانتاج الفسائل الحرجية والفاكهة .
وقد بلغ ما انفقه أهل العباسية عام 1946 - 1947 أكثر من 993 جنيهاً للرواتب والأثاث ، كما انفقوا مبلغ 836 جنيهاً للبناء - ساهمت إدارة المعارف بـ 250 جنيهاً منه .
وفي القرية نحو ألف رجل يلمون بالقراءة والكتابة .
وتأسس في العباسية ناد دعوه " النادي العباسي " يقوم بخدمة القرية ثقافياً ورياضياً واجتماعياً . وله مكتبة قيمة ساعدت على نشر الثقافة بين الأهالي .
وفي عام 1945م أنشئ في القرية مجلس محلي وفي المدة القصيرة التي تولى فيها مهام أعماله بين عام 1945 و 1948 قام بمشروعات مرموقة ، إذ عمل على النهوض بالمدرسة وتعبيد الطرق وغيرها من المرافق التي تعود على العباسية بالخير والتقدم .

وفي العباسية قبور ومقامات ينظر غليها السكان نظرة احترام وهي :
1 - مقام النبي يهوذا :
ينسبونه إلى يهوذا بين النبي يعقوب . ولد يهوذا هذا في بلاد ما بين النهرين في شمال سوريا . نزل مصر مع والده واخوته في نحو عام 1656 ق . م . وعليه فالقول بأن هذا المقام هو لهذا اليهودي أمر لا يتفق مع الحقائق التاريخية . لعل القبر وما جاوره من قبور يضم رفات مجاهدين استشهدوا في حروبهم مع الفرنجة في العصور الوسطى .

2 - مقام الشيخ عباس :
يقول المتقدمون في السن أنه قبر لأحد صحابة رسول الله . أقول : لعله للفضل بن العباس ابن عم الرسول الأعظم . والذي قيل أيضاً ان قبره في الرملة .

3 - مقام أبو عرقوب :
في شمال القرية . وهو شيخ صالح . تنتمي إليه عائلة أبو عرقوب المقيمة في العباسية . وهي في أصلها من حمامة . يذكرون أنه من سلالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وفي القرية أيضاً مقام للشيخ عبد الرحمن والشيخ محمد أبو لبن وغيرهما .
جامع العباسية قديم أضيفت له بنايات حديثة ومئذنة تعلو أكثر من 21 متراً .
وللعباسية الباسلة معارك دامية مع الشهداء الذين احتلوها في 5 تموز من عام 1948م والهدنة قائمة . نذكر بعضاً منها :
1 - في يوم السبت الموافق 13/12/1947م اقتحم الأعداء القرية في سيارتين كبيرتين تحملان زهاء عشرين رجلاً من مقاتليهم ، يرتدون ثياباً من ثياب الجنود البريطانيين . ولما توسطت احدى السيارتين القرية وقفت وكأنها تعمل على إصلاح خلل فيها . ورابطت الثانية على بعد بضعة أمتار وسط قريتهم لغماً كبيراً . واشتبك الطرفان ، العرب ببنادقهم واليهود بمدافعهم الرشاشة . ومع ذلك كان النصر حليف المجاهدين . ففر اليهود تاريكن وراءهم أحدى السيارتين ومدفعاً وبعض القنابل . وتدل آثار الدماء على أنهم حملوا معهم جرحاهم وقتلاهم . وقد استشهد من جراء ذلك ثمانية من سكان القرية .
2 - وفي 2/1/1948م تصدى يهود " ملبس - بتاح تكفا " إلى بعض عمال البيارات العربية في العباسية ، والتحم الطرفان لمدة ثماني ساعات . فكانت خسارة الأعداء جسيمة ولم يستشهد من العرب سوى أثنين . وبقيت كفة العرب . بقيادة الشيخ حسن سلامة ، هي الراجحة لولا تدخل الجيش البريطاني الذي أمر الطرفين بالكف عن القتال .
3 - ولما أطل شهر ايار تحرج موقف العباسية بسبب انهيار يافا وسلمه وما جاورهما من القرى مما اضطر السكان لاخلاء قريتهم من النساء والأطفال ولم يبق فيها سوى خمسين مجاهداً .
4 - وفي اليوم الخامس من أيار 1948م قام اليهود بهجوم عنيف على المجاهدين المعتصمين بالعباسية . ولم يتمكنوا من التغلب عليهم إلا بواسطة دباباتهم الضخمة التي زودهم بها البريطانيون ، وما كادوا يدخلون القرية حتى نسفوا بعض منازلها وما لم ينسفوه حرقوه بالنار وبذلك تم لهم الاستيلاء على العباسية .
5 - وفي اليوم العاشر من حزيران 1948م قام رجال القرية وشبابهم وغيرهم من المجاهدين بهجوم عنيف على بلدهم فتمكنوا من استردادها بعد أن قتلوا 35 جندياً يهودياً . وغنموا العديد من القذائف والمدافع . ثم توغلوا في قرى كفر عانة والسافرية وكادوا يستردونها لولا صدور الأمر بوقف القتال حيث عقدت الهدنة الأولى . خسر المجاهدون في هجومهم هذا 18 شهيداً و 63 جريحاً .
وأخيراً تمكن الأعداء من تطويق المنطقة الممتدة بين راس العين وقوله وبيت نيالا إلى اللد ولارملة فرأى رجال العباسية أنهم اضحوا داخل الطرق فأخذوا يستنجدون بالجيوش العربية ؟ التي كانت مرابطة في جوارهم ولما لم ينجدوا أخذوا ينسحبون بعد أن مكثوا في بلدتهم أكثر من شهر .
ينسب إلى العباسية المجاهد " زكي عبد الرحيم 1909 - 1963م كان رحمه الله من أصدقاء القائد الشهيد حسن لامة فخاض معه معارك كثيرة خلال عامي 1936 - 1937م واخيراً في عامي 1947 و 1948 .
ولما عاد الشيخ حسن من المانيا إلى البلاد في الطائرة في عام 1944م أخفاه زكي في بيارته في العباسية ولم يتمكن البريطانيون من معرفة مكان اختفائه ، وبعد النكبة التجأ رحمه الله على دمشق وظل فيها إلى أن توفاه الله بعد عمر مليء بالجهاد والتضحية .
تحتوي العباسية على " أساسات وعقود مبنية بالدبش ومدافع ونووايس وقطع معمارية .
إن مستعمرة " يهود - Yehud " التي أقامها اليهود في تشرين الثاني من عام 1948م على أنقاض قريتنا " العباسية " البطلة ، ضمت في نهاية العام المذكور 13 يهودياً . وفي نهاية عام 1949م بلغوا 3200 ، ارتفعوا إلى 7400 يهودي في عام 1965م .

العباسية
الموقع PGR139159
المسافة من يافا بالكيلو مترات 13
متوسط الارتفاع تحت مستوى البحر 50
المساحة بالدونمات 20540
عدد السكان 1931م 3258
عدد السكان 1944/1945م 5800
عدد المنازل 1931 722
العباسية قبل سنة 1948
كانت القرية قائمة على أرض مستوية في السهل الساحلي الأوسط، وكانت طرق عدة تصلها بيافا واللد والرملة. وكان خط سكة الحديد، الممتد بين يافا واللد، يمر جنوبي القرية مباشرة، ويقع مطار اللد على بعد 4 كلم إلى الجنوب منها. وقد كانت القرية تدعى يهود في العهد القديم، وكانت تحت سيطرة قبيلة دان. عرفت العباسية زمن الرومان باسم يوديا، ودعيت اليهودية في الحقبة ما بعد الرومانية، في سنة 1596 كانت العباسية قرية في ناحية الرملة (لواء غزة)، وعدد سكانها 693 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة والسمسم، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل. وذكر الرحالة الشامي المتصوف البكري الصديقي. الذي جال في المنطقة في أواسط القرن الثامن عشر، أنه زار مقام النهبي هودا هناك، ومكث في القلية تلبية لدعوة صديق له.
في أواخر القرن التاسع عشر، كان عدد سكان القرية يتراوح بين 800 نسمة و 1000 نسمة، وكانت مبنية بالطوب ومحاطة بشكل النخيل. وكان سكانها يتزودون المياه من بركة قريبة في سنة 1932، أعاد سكانها تسميتها العباسية إكراماً لذكرى شيخ يدعى العباس مدفون هناك، وإشارة إلى الخلافة العباسية أيضاً. وقد كان سكان القرية في ذلك الوقت من المسلمين، باستنثناء عشرين مسيحياً.
وكان فيها مسجدان، أحدهما كبير له مئذنة يبلغ ارتفاعها 21 متراً (وكان قائماً وسط القرية أول الأمر)، والثاني أصغر منه ويقع في الركن الشمالي الغربي من القرية.
كان في العباسية مدرستان، إحداهما للبنين، والأخرى أنشئت للبنات. وقد أنشئت مدرسة البنين في سنة 1919، وصارت مدرسة متوسطة في سنة 1941، وبلغ عدد المدرسين فيها 14 مدرساً، وعدد التلامذة 293 تلميذاً في ذلك الوقت، وهذا ما جعلها كبرى مدارس القرى في القضاء. وقد ضمت إليها مساحة 27 دونماً من الأرض للتدريب الزراعي. أما مدرسة البنات ففتحت أبوابها في سنة 1943، وكان عدد التلميذات المسجلات فيها 101، في أول الأمر. كما أنشأ سكان العباسية نادياً ثقافياً اجتماعياً، هو النادي العباسي، كان يعني بمكتبة وبفريق لكرة القدم. يضاف إلى ذليك أن الحكومة عينت من سكان القرية أعضاء في المجلس البلدي الذي أسس في سنة 1945، وأولكت له مهمة تحسين الخدمات الاجتماعية وتعبيد الطرق.
كان سكان العباسية يكسبون رزقهم، في الأساس، من الزراعة ومن جدل الحصر المصنوعة من سيقان نبات البردى المجلوبة من مستنقعات بحيرة الحولة. ثم بدأوا في أثناء الحرب العالمية الثانية، يعنون بتربية البقر من نوع هولشتاين.
في 1944/1945، كان ما مجموعه 3879 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و 12348 دونماً للحبوب، و 1019 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكانت مياه الري تجلب من عدة آبار ارتوازية. وكان سكان القرى المجاورة يقصدون سوق السبت الأسبوعية في العباسية، حيث كانوا يشترون ويبيعون المنتوجات الزراعية والحيوانات والنسيج.
احتلالها وتهجير سكانها
نفذت عصابة الأرغون هجوماً على القرية في 13 كانون الأول/ ديسمبر 1947 (يوم عيد الحانوكاه عند اليهود). وقد جاء في "تاريخ الهاغاناه" أن الإرغون، التي كانت تعمل بالتزامن مع عدة غارات وزرعت عبوات ناسفة قرب عدد من المنازل، ثم عادت أدراجها من حيث أتت. وقد أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن عدد القتلى بلغ سبة وأن سبعة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح خطرة، وتوفى اثنان منهم لاحقاً (طفل في الخامسة من عمره، وإمرأة في العشرين)، كما أتي إلى ذكر إصابة خمسة آخرين في الأيام التي تلت . كما جاء في التقرير أن المهاجمين، وعدد أربعة وعشرون كانوا متنكرين في زي جنود بريطانيين، مضيفاً أنهم "أطلقوا النار على اليهودية، وفجروا عدداً من المنازل، ورموا منازل أخرى بالقنابل اليدوية" لثني باقي السكان عن التدخل" وذكرت صحيفة "فلسطين" أن المهاجمين تركوا سيارة مفخخة في القرية، فانفجرت وأدت إلى وقوع بعض الإصابات. وورد في رواية الصحيفة أن الجنود البريطانيين وصلوا إلى المكان في أثناء حدوث العملية، لكنهم لم يتدخلوا إذ أن عملهم اقتصر على تطويق المدينة تطويقاً جزئياً وتركوا للمهاجمين طريقاً للهرب في الجهة الشمالية للعباسية. وقد أغارت قوة صهيونية على القرية في 24 شباط/ فبراير، استناداً إلى ما ذكرته صحيفة "فلسطين" نقلاً عن بلاغ رسمين بريطاني. كما قتل شخصان من القرية عندما مرت سيارة تابعة لشرطة المستعمرات اليهودية مسرعة بالقرية، ورمت المارة بقنبلة يدوية.
في أواخر نيسان/أبريل، باشرت الهاغانه تنفيذ عملية حميش التي هدفت إلى احتلال بضع قرى إلى الجنوب والشرق من يافا، لتعزل المدينة تيسر الاستيلاء عليها. كما أن عصابات الإرغون شنت هجوماً جبهياً على يافا، بدأ في 25 نيسان/ أبريل 1948. وبعد أربعة أيام سيطر لواء اسكندروني، التابع للهاغاناه، على المنطقة المحيطة بالعباسية في سياق عملية حميتس.
وقد احتلت الأرغون القرية نفسها في 4 أيار/ مايو، في إطار الخطة العامة للهاغاناه من أجل طرد السكان الفلسطينيين من المنطقة الساحلية بين تل أبيب ومستعمرة زخرون يعقوف اليهودية جنوبي حيفا. وأفاد خبر ورد في نيو يورك تايمز أن الهجوم بدأ ليل 3 أيار/ مايو, وأنجزت المرحلة الأولى منه عند الساعة السادسة تقريبا من صباح اليوم التالي. واستنادا إلى "تاريخ الهاغاناه" فإن قوات الإرغون سيطرت على العباسية لمدة خمسة أسابيع. وقد أرغمت قوات الإرغون على الانسحاب من القرية في إثر الهجوم المضاد الذي شنه العرب عشية الهدنة الأولى في الحرب (11 حزيران/ يونيو) . ثم هاجمت القوات الإسرائيلية المتمركزة في كفر عانة العباسية, واستمرت المعارك حول القرية "على نحو متقطع" بضعة أيام في أثناء فترة الهدنة, بحسب ما ذكر مراسل صحيفة "نيويورك تايمز".
بقيت القرية بعد ذلك في يد العرب مدة شهر. وعندما انتهت الهدنة, وقعت القرية مجددا في يد الإسرائيليين خلال عملية داني. في جملة ما سقط من قرى المنطقة الواقعة شرقي يافا. وقد جرى ذلك خلال هجوم شنته وحدات من قوة الحراسة الإسرائيلية في 10 تموز/ يوليو. ويذكر "تاريخ الهاغاناه" أن القرية سقطت "عمليا من دون قتال" كما تم الاستيلاء على ست قرى مجاورة, في أثناء الهجوم نفسه الذي وصفه تقرير "نيويورك تايمز" بأنه "عملية تطويق" منسقة مع الهجوم على الرملة واللد. وطرد سكان القرية, في أرجح الظن, في أثناء الهجوم الذي وقع يوم 3 أيار /مايو.
في 13 أيلول/ سبتمبر 1948 طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية, دافيد بن - غوريون, من حكومته أن توافق على تدمير هذه القرية, ذلك بأن القوانين التي كانت سنت حديثا يومها نصت على ضرورة موافقة اللجنة الوزارية الخاصة بالأملاك المهجورة على طلبات تدمير القرى. وقد قدم الطلب باسم قائد الجبهة الوسطى, الجنرال تسفي أيلون. بحجة عدم وجود قوى بشرية كافية لتحتل المنطقة تماما. ويصف المؤرخ الإسرائيلي بني موريس هذه المرحلة, لكنه لا يبين هل لبي الطلب ونفذ تنفيذا كاملا أم لا.. والدلائل غير المباشرة تدل على أنه لم ينفذ,إذ إن الحاكم العسكري تقدم بعد عشرة أيام بتوصية تقضي بإسكان المهاجرين اليهود في القرية, والمرجح أن المقصود إسكانهم في المنازل التي كانت لا تزال قائمة.
المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية
أنشئت مستعمرة يهود في موقع القرية سنة 1948 . وبعد عام واحد, أقيمت مستعمرة مغشيميم شرقي الموقع. كما شيدت غني يهودا , وغني تكفا وسفيون, في السنوات 1951 و 1953و 1954 على التوالي. وقد أقيمت هذه المستعمرات, ومثلها مطار بن - غوريون, على أراض تابعة للعباسية.
القرية اليوم
ما زال المسجد الرئيسي ومقام النبي هودا قائمين. أما المسجد فمهجور, وآخذ في التصدع في عدة مواضع منه, وأما المقام فهو مبني بالحجارة, وله قبة. وثمة مقهى إسرائيلي يدعى "مقهى تهر" عند مدخل الشارع الرئيسي المعروف بزقاق الرمل. وقد بقيت عدة منازل: بعضها يسكنه اليهود من مستعمرة يهود, وبعضها الآخر مخصص لاستعمالات أخرى . وهناك منزل صالح للسكن مبني بالأسمنت. له سقف مائل وأبواب ونوافذ مستطيلة الشكل, ومدخله مسقوف بصفائح معدنية متموجة. وقد حول منزل آخر, مبني بالأسمنت ومؤلف من طبقتين, إلى مبنى تجاري. ولهذا المبنى أبواب المحيطة بموقع القرية فيغطي البناء جزءا منها فحسب, وأما الباقي فمهمل وتنبت أشجار الصنوبر وشوك المسيح فيه.
· أنشئت القرية على البقعة التي كانت عليها قرية (يهودية) الكنعانية وتعني (مدح) ومع الزمن حور الاسم ليصبح (اليهودية) فعمد أهل القرية إلى تغيير الاسم إلى العباسية سنة 1932م. نسبة إلى الشيخ المدفون في قريتهم ويسمى (العباس).
وإشارة إلى الخلافة العباسية.
· في القرية مسجدان:
- المسجد الكبير له مئذنة ارتفاعها 21م. ويقع وسط القرية.
- والمسجد الثاني أصغر من المسجد الكبير، ويقع في الركن الشمالي الغربي من القرية.
· وفي القرية مدرستان
- مدرسة البنين - تم إنشاؤها عام 1919م، ثم أصبحت مدرسة متوسطة عام 1941م، وعدد المدرسين 14 مدرساً، والتلاميذ 293 تلميذاً.
وضم للمدرسة 27 دونماً من الأرض للتدريب الزراعي.
- مدرسة البنات تم إنشاؤها عام 1943م وعدد تلميذات المدرسة 1010 تلميذة.
· في القرية نادي يعرف باسم "النادي العباسي" وهو نادي ثقافي اجتماعي. وكان بالنادي مكتبة وفريق لكرة القدم.
· في القرية مجلس بلدي أسس عام 1945م.
· مساحة أراضي العباسية 20540 دونماً.
· يجاور القرية أراضي قرى : دير طريف - كفر عانة - جنداس.
· وفي القرية مقامات رجال صالحين، منها مقام الشيخ أبو عرقوب، نسبة للشيخ صالح أبو عرقوب.

أهلا وسهلا بكم في موقع صقور الإسلام
عودة للقائمة

1

1

 

 

 
Free Web Hosting