|
القدس
عاصمة فلسطين
مقدسة عند الديانات الثلاث الإسلامية
والمسيحية واليهودية فيها والأقصى والصخرة
والقيامة والمبكى ويسكنها عرب ويهود .
ملاحظة للمزيد / انظر كتابات ذات صلة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للقدس أهمية تاريخية واجتماعية وثقافية
وسياسية على مر العصور. وهي من المدن المعمرة,
إذ يمتد أصلها إلى 35 قرنا وكانت رمزا لفلسطين
والمناطق المحيطة بها. تقوم على عدد من
المرتفعات, ويقدسها أتباع الثلاث من اليهود
والنصارى والمسلمين. وقد بنى اليبوسيون السور
الأول للقدس (التي كانت تسمى بـ أوردشالم,
روشاليموم, اروشلايم - أي مدينة العدل,
السلام, ومدينة الله), وتأرجحت السيطرة على
المدينة المقدسة بين الأمم عبر العصور منذ
استيلاء اليهود عليها فوقعت تحت الحكم
الفارسي, والبطالمة , والسلوقيين, والرومان.
واحتلت مكانا هاما منذ الفتح العربي الإسلامي
الذي اتسم بالتسامح الديني ووقعت في أثنائه
تحت حكم الأمويين ثم وقعت بعدها تحت حكم
العباسيين وبعدهم حكمها الفاطميون ثم السلاجقة
وحظيت المدينة في ظل هذه الحقب بالاهتمام
والتطوير. وقد بني سور القدس العظيم على يد
السلطان العثماني سليمان القانوني 949 هـ /
1542م, وما زال قائما وله سبعة أبواب, إلا أن
العمران امتد إلى ما وراء السور بسبب زيادة
عدد السكان خلال العقدين الأخيرين, وحكم
الصليبيون القدس 88 سنة وذبحوا أهلها عند
فتحها (زهاء 70.000 نسمة) ونهبوا كنوز الحرم
ووضعوا صليبا على قبة الصخرة, وتحررت على يد
صلاح الدين. وتوالى الحكام عليها بين العرب
والفرنجة حتى استقرت بيد المسلمين عام 641هـ /
1244م. وتطورت في عهد المماليك بحيث أصبحت من
أهم المراكز العلمية, ثم تدهورت أوضاعها خلال
فترة العثمانيين حيث انتشرت التكايا والزوايا
ومؤسسات الصوفية بالرغم من ظهور بعض العلماء
البارزين, ثم وقعت تحت الحكم المصري بين
العامين 1831 - 1840, ويتميز الوضع في هذه
الفترة بالفتن بين الطوائف المسيحية , وبدء
التغلغل الاستعماري الذي فتح البال للهجرة
اليهودية وازداد الوضع سوءا منذ بداية الحكم
البريطاني عام 1917.
كانت القدس من الناحية الديمغرافية مميزة عن
باقي المدن من حيث التركيب السكاني الكمي
والنوعي. فقد قدر عدد السكان عام 1890 بـ
45.000 نسمة. وفي عام 1920 ارتفع العدد إلى
61.000 نسمة, وفي عام 1947 وصل العدد إلى
164.500 نسمة موزعين على البلدة القديمة
والجديدة حيث تمركز 85 % من العرب في داخ
المدينة,وبعد حرب 1948 بلغ عدد السكان العرب
في المنطقة العربية التي كانت تشكل 11 % من
مساحة المدينة حوالي 80.000 نسمة, وانخفض
عددهم إلى 73 ألفا بعد حرب 1967 بسبب تهجير
العديد من أهلها, مع زيادة في عام 1985, بعد
أن ضمت (إسرائيل) القدس العربية (الأرض
والسكان) وجعلت القدس عاصمة لها.
وقد شهدت تغيرات اجتماعية وإيكولوجية وسياسية
بعد 1948 كان لها آثار مباشرة على العلاقات
بين العرب واليهود وبين مختلف الطوائف سواء
داخل القدس القديمة أو في المناطق المستحدثة
اليهودية التي أحاطت المدينة بحاجز عمراني
بشري وإسكان المهاجرين والمستوطنين وحصر
الأحياء العربية وهدم الأحياء المحيطة بحائط
البراق.
وتتجلى أهمية القدس الإدارية عبر التاريخ
لأنها كانت العاصمة السياسية والروحية
والثقافية. إذ مارست وظيفتها الدينية لدى
المسلمين والمسيحيين واليهود. وأقيمت المساجد
والكنائس والمعابد في مختلف أحيائها, وقد
استقبلت المدينة أفواج المبشرين والدعاة
والحجاج, منهم من استقر ومنهم من رحل. وقد
كانت الوظيفة التجارية مرتبطة بالأنشطة
الدينية والسياسية, حيث نشطت عملية الاستيراد
والتصدير بالإضافة إلى النشاط الصناعي والحرفي
(الذي دار حول المتطلبات السياحية) في مجالات
التغذية والخشب والصدف والغزل والنسيج والفخار
والمياه الغازية وهي نشاطات كانت تضم 152
مؤسسة عربية يعمل فيها حوالي 3000 عامل.
يخضع المجتمع العربي في مدينة القدس المحتلة
للقوانين الإسرائيلية التي يواجه العرب صعوبة
في التكيف معها لأنها قائمة على أساس التمييز
ضد العرب واضطهادهم وحرمانهم من ممارسة حقوقهم
في أراضيهم وممتلكاتهم بحيث تهدف إلى طرد
أكثرهم من أرض أجدادهم. كما أن العلاقات
الاجتماعية والبناء الاجتماعي قد تأثرا بدرجة
كبيرة بعد الاحتلال واختل النظام الطبقي فيها.
ويعاني السكان العرب الآن من هدم المنازل
والتهجير والإجراءات التعسفية الأخرى. إذ
أقامت السلطات أكثر من 15 مستوطنة في مواقع
منطقة القدس بعد عام 1967 قطن فيها 31.000
مهاجر يهودي بالإضافة إلى 10 أحياء يهودية قطن
فيها 52.000 يهودي, مما أدى إلى تغيير معالمها
السكانية.
أما أهمية القدس الثقافية فتتمثل في المؤسسات
التربوية الحكومية والأهلية والتبشيرية التي
أقيمت خلال الفترات المتلاحقة في القرون
الخمسة الماضية. فضلا عن تعدد الثقافات
والجنسيات التي قطنت البلاد وتمركزت في القدس.
|
