القسطل

قرية صغيرة (5 دونمات ) . ترتفع 808 أمتار عن سطح البحر . على بعد نحو عشر كيلومترات المغرب من القدس . قالونيا أقرب قرية لها . كانت قلعة Gastellum في العهد الروماني تقوم على بقعة القسطل اليوم ، وفي عهد استيلاء الفرنجة على البلاد العصر الوسيط أقيمت في موقعها قلعة صغيرة يرجح أنها هدمت من قبل صلاح الدين الأيوبي ، و " القسطل " ، كلمة إفرنجية Castle بمعنى الحصن .
للقسطل أراض مساحتها 1446 دونماً . منها 17 للطرق والوديان و 7 دونمات من أملاك اليهود . بها 50 دونماً مغروسة بالزيتون . تحيط بأراضي القسطل المستعمرات اليهودية وأراضي قرى صوما وعين كارم وبيت نقوبا .
كان عدد سكان هذه القرية عام 1922م 43 نسمة وفي عام 1931م بلغوا 59 نسمة : 32 ذكور و 27 إناث لهم 14 بيتاً . بين السكان مسيحيان ومسيحيتان . وفي عام 1945 قدروا بـ 90 مسلماً .
وفي عام 1949 أقام اليهود على بقعة هذه القرية المتواضعة ، بعد أن ذبحو سكانها وشتتوهم مستعمرتهم " قاستل Qastel " .
كان للقسطل شأن كبير في معارك فلسطين عام 1948م لأن المجاهدين تمكنوا من السيطرة على تلها وبذلك أحكموا محاصرة المئة ألف يهودي الذين كانوا يقطنون القدس . ولفك هذا الحصار أخذ اليهود يهاجمون القسطل بجموع كبيرة إلا أن العرب كانوا يردونهم عنها ويوقعون بهم خسائر فادحة .
وأخيراً تمكن الأعداء بجموعهم المزودة بالأسلحة السريعة ومدافع الهاون من احتلال القسطل وبذلك رفعوا الحصار عن يهود القدس .
ولما علم بالأمر قائد منطقة القدس عبد القادر الحسين بسقوط القسطل ، وكان حينئذ بدمشق للحصول على المعدات الحربية الحديثة ، عاد مسرعاً إلى جبهة القتال مع نفر قليل من المجاهدين غير مزودين إلا بالأسلحة الخفيفة .
نشبت المعركة وانتهت بدخول المجاهدين للبلدة إلا أن قنبلة من قنابل الأعداء أصابت عبد القادر فسقط شهيداً في 8/4/1948 ، مما دعا المجاهدين للهرع إلى القدس لتشييع جنازة الشهيد ، فاغتنم اليهود الفرصة وعادوا لاحتلال القرية .
ولد عبد القادر عام 1908م في القدس وأتم دراسته الجامعية بالجامعة الأميركية بالقاهرة عام 1934م . شارك رحمه الله في ثورات فلسطين وخاض غمار معارك دامية مع قوات الإنكليز في بلاد القدس و الخليل . ومن معاركه " معركة الخضر " التي استشهد فيها المجاهد السوري " سعيد العاص " ومعركة
" بني نعيم " في خريف عام 1938م التي استشهد فيها المهندس إبن عمه المرحوم علي حسين الحسيني .
وفي أوائل الحرب العالمية الثانية نزل عبد القادر بغداد وفيها التحق بكلية الضباط ثم سافر إلى ألمانيا وفيها تدرب على حرب العصابات وما إليها .
وعند انتهاء الحرب المذكورة عاد إلى بلاده ليعود مسيرته في الجهاد متخذاً " بيروت " مركزاً لأعماله والتحق معه جمع من المجاهدين الذين أخذوا يهاجمون اليهود والإنكليز حيث وجدوهم إلى أن حدثت معركة القسطل المار ذكرها ، رحم الله عبد القادر يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً .

القسطل

الموقع PGR163133
المسافة من القدس بالكيلو مترات 8
متوسط الارتفاع تحت مستوى البحر 790
المساحة بالدونمات 1446
عدد السكان 1931م 59
عدد السكان 1944/1945م 90
عدد المنازل 1931 14

القسطل قبل سنة 1948 :
كانت القرية تنتصب على قمة تل مرتفع مكور يطل على مساحات شاسعة من الجهات الأربع . وكانت تشرف من الشمال والشمال الشرقي على طريق القدس - يافا العام ، الذي تربطها به طريق فرعية . وموقعها هذا ، المشرف على الطريق العام ، منحها أهمية استراتجية . ولقد اشتق اسم القرية من كلمة "كستلوم" اللاتينية ، التي كانت تشير إلى القلعة الرومانية القائمة في الموقع ، والتي رممت أو أعيد بناؤها في العهد الصليبي ليطلق عليها اسم بلفير دي كرواز .
في أواخر القرن التاسع عشر ، كانت القسطل قائمة على تل صخري يحف بها شرقاً عدد من الينابيع. وقد سفنف "معجم فلسطين الجغرافي المفهرس" الذي وضعته حكومة الانتداب البريطاني، القسطل مزرعة. وكان شكل القرية العام أشبه بنصف الدائرة، وكانت منازلها حجرية في معظمها. وقد امتدت الأبنية الأحدث عهداً على طول المنحدرات الشرقية لتلتف حول تل القسطل. وكان لسكان القرية، ومعظمهم من المسلمين، مقام لولي محلي يدعى الشيخ كركي، وذلك في الطرف الغربي من القرية. وكانوا يعتمدون على مدينة القدس المجاورة لتلبية معظم حاجاتهم، كما اعتمدوا على زراعة الحبوب البعلية والخضراوات والثمار وأشجار الزيتون. وكانت أراضيهم الزراعية تتركز في شريط مستطيل يمتد إلى الجنوب الشرقي من القرية . في 1944/1945، كان ما مجموعه 42 دونماً مزروعاً بالحبوب، و 169 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين، منها 50 دونماً حصة الزيتون.
احتلالها وتهجير سكانها
وقعت القسطل في قبضة الاحتلال قبل الشروع رسمياً في عملية نخشون (أنظر بيت نقويا، قضاء القدس). ويدعي المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أنها كانت "أول قرية عربية احتلتها الهاغاناه في حرب 1948، بهدف احتلالها احتلالاً دائماً" وهذه دعوى مشكوك في صحتها.
هاجمت كتيبة البلماح الرابعة القرية في 3 نيسان/ أبريل واحتلتها. وكانت وحدة طليعية من المغاوير قد انقضت على القرية قبل بزوغ الفجر, ثم ما لبثت أن تلتها القوة الأساسية التي ظلت تصد الهجمات المضادة حتى الليل. وأفاد مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" أن المعارك استمرت في محيط القرية خلال الأيام القليلة اللاحقة, بينما تشير وثائق البلماح إلى أن الهجوم الأول لم يواجه بأية مقاومة, وأن المدافعين عن القرية وسكانها كانوا غادروها من قبل. أما المؤرخ الفلسطيني عارف العارف فيقول إن خمسين رجلا من مجاهدي القرية دافعوا عنها, ولم ينسحبوا إلا عند نفاد ذخائرهم. ويؤكد تقرير ورد في صحيفة "فلسطين" أن سكان القرية غادروها عقب هجوم في منتصف آذار/ مارس, لكنه يقول إن تفرا من رجال القرية بقي ليدافع عنها . وتقول الصحيفة إن هؤلاء الرجال خرقوا الحصار الذي فرضته قوات الهاغاناه, وانسحبوا إلى قرية مجاورة. ووفق ما جاء في صحيفة "نيويورك تايمز" فإن المحتلين التابعين للهاغاناه سيجوا مواقعهم بالأسلاك الشائكة, في 5 نيسان/ أبريل. وبعد يومين شرعوا في استخدام طائرات التدريب لقصف القوات الفلسطينية المحيطة بالقسطل بالقنابل. في 8 نيسان/ أبريل, استعاد المجاهدون الفلسطينيون القرية في معركة قتل خلالها زعيمهم, قائد منطقة القدس عبد القادر الحسيني. وتشير تقارير الهاغاناه إلى أن نفرا من القادة اليهود قتل أيضا في أثناء الانسحاب. وقد مرت أيام من القتال العنيف قبل الهجوم الفلسطيني المضاد, الذي شن في الساعة الواحدة والدقيقة الثلاثين ظهرا تحت غطاء من القصف المدفعي ونيران الرشاشات. وكتب مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" : "لقد تسلقوا المنحدرات الصخرية الوعرة الشديدة الانحدار وهم يطلقون صرخات الحرب" في الساعة الثالثة بعد الظهر. دخلت قوة مؤلفة من عدة مجموعات من المجاهدين الفلسطينيين القرية. ومع ذلك, فإن قوات البلماح ما لبثت أن استرجعتها بهجوم بدأ ليل 8 - 9 نيسان/ أبريل. ولما اقتربت القوات من القرية هذه المرة فوجئت بها مقفرة, ذلك بأن المجاهدين الذين استردوا القسطل كانوا يشاركون في مأتم قائدهم الشهيد في مسجد الصخرة في القدس وقد طوقت قوات البلماح القرية ببعض الآليات المدرعة منها لوصول التعزيزات, ثم شرعت في اقتحامها. وتزامن هذا الهجوم مع المجزرة التي وقعت في دير ياسين. التي لا تبعد أكثر من 5 كم عن القسطل. وورد في كتاب "تاريخ الهاغاناه" : "وعادت القسطل ثانية وإلى الأبد إلى أيدي اليهود" .
ما أن استولت قوات البلماح على القرية حتى راحت تنسف منازلها, في سابقة تكررت في كل القرى التي احتلت في سياق عملية نحشون. وقد عللت تسوية منازل القرية بالأرض بأنها تسهل حماية الموقع, وتحول دون وقوعه ثانية في يد العرب. وذكر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف أن القوات الصهيونية دمرت أبنية القرية كلها, بما فيها المسجد الذي يضم المقام. وتؤكد رواية لصحيفة "نيويورك تايمز" أن مسجد القرية دمر, غير أنها تشير إلى أن ذلك حدث في الشهر السابق, ليلة 16 آذار/ مارس. ونسبت الصحيفة إلى عبد القادر الحسيني, الذي استشهد دفاعا عن القرية, قوله إن تهديم المسجد "عمل شائن", وإن المسجد "لم يستعمل قط إلا للعبادة".
المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية
في سنة 1951, أنشئت مستعمرة معوز تسيون على أراضي القرية. وفي وقت لاحق ضمت إلى مستعمرة مفسيرت يروشلايم, التي أسست في سنة 1956 على أراضي قالونيا , لتشكلا معا ضاحية القدس المعروفة باسم مفسيرت تسيون.
القرية اليوم
يغطي المنحدرات الجنوبية والشمالية والشرقية للموقع ركام المنازل وأنقاض المصاطب الحجرية, التي كادت الأعشاب البرية تحجبها. وما زالت أنقاض القلعة القديمة قائمة على قمة الجبل. وقد أنشئ في الموقع ملجأ تحت الأرض, جنوبي غربي القلعة. وتبدو الخنادق العسكرية شمالي القلعة وشرقيها. وتنبت أشجار الخروب والتين والزيتون على الطرفين الشمالي والغربي للموقع, بينما ينبت نبات الصبار في طرفه الجنوبي. والموقع كله, بما في ذلك أجزاء من القلعة, أمسى مركز سياحة إٍسرائيليا.
· تقع غرب القدس، وموقعها هام، حيث تشرف على طريق القدس، يافا الرئيسية.
· في عهد الرومان كانت عبارة عن قلعة صغيرة، واستمرت خلال فترة حروب الفرنجة.
· واسم القسطل تحريف لكلمة "كاستل" الافرنجية، ومعناها الحصن، وموقع القسطل كان عسكرياً، ووظيفتها عسكرية.
· شرق القسطل يجري وادي قالونيا، وهو الجزء العلوي لوادي الصرار.
· سنة 1948م احتلتها العصابات الصهيونية المسلحة، وشردوا سكانها، وأقاموا على أراضيها مستعمرة "كاستل".
· وقد ارتبط بالقسطل أهم معارك المجاهدين الفلسطينين سنة 1948م وهي معركة القسطل، التي استشهد فيها البطل القائد عبد القادر الحسيني.

أهلا وسهلا بكم في موقع صقور الإسلام
عودة للقائمة

1

1

 

 

 
Free Web Hosting