عراق سويدان

تقع على الطريق بين المجدل والفالوجة وترتفع 100 متر عن سطح البحر . مساحة أراضيها 7539 دونماً منها 149 دونماً للطرق والوديان ولا يملك اليهود فيها أي شبر . وتحيط أراضي كرتيا والفالوجة وكوكبا وبيت عفا بأراضي قرية عراق سويدان . وفي المدة الأخيرة غرس القرويون أشجار العنب واللوز وغيرها من الأشجار المثمرة في اراضيهم . وعمق آبار القرية 80 متراً .
مساحة عراق سويدان 35 دونماً ، كان بها عام 1922 ( 349 ) نسمة بلغوا في عام 1930 ( 440 ) شخصاً بينهم 229 من الذكور و 211 من الإناث لهم 81 بيتاً . وفي 1/4/1945 قدروا بنحو 660 شخصاً جميعهم عرب مسلمون . معظمهم نزح من الفالوجة وقليلهم من بقايا الحملة المصرية في القرن الماضي .
كان أهل القرية في بادئ الأمر يرسلون أولادهم إلى مدرسة قرية كرتيا المجاورة . وفي عام 1942 قام السكان بإنشاء مدرسة خاصة بهم . وفي عام 1947 رؤي أن تشترك قريتا " بيت عفا " و " عبدس " المجاورتين بالمدرسة . بلغ عدد طلابها من القرى الثلاث 104 طلاب يوزعون على خمسة صفوف يعلمهم ثلاثة معلمين تدفع أهالي القرى الثلاث معاش إثنين منهم . وبلغ عدد الملمين بالقراءة والكتابة في عراق سويدان 180 رجلاً .
تحتوي عراق سيودان على " حجارة وشقف فخار على سطح الأرض ، وفي غرب القرية مدافن وخزان ومغر منقورة في الصخر وأراض مرصوفة بالفسيفساء على جانب طريق المجدل - الفالوجة " . ويشير أهل هذه القرية إلى أن هذه المدافن تضم رفات مجاهدين وأولياء .
ومن حوادث عراق سيودان المعارك الدامية التي حدثت بين المجاهدين واليهود للاستيلاء على " مركز الشرطة " الواقع على راس أكمة مشرفة على سهل واسع عند تقاطع الطرق التي تربط بلاد غزة بديار يافا وجبال الخليل .
ففي 12 آيار من عام 1948 استولى العرب على المركز المذكور ، وقد حاول اليهود أكثر من مرة أن يحتلوه إلا ان جميع محاولاتهم باءت بالفشل حتى انهم خسروا في إحدى معاركهم 100 قتيل ومصفحتين وعدداً من البنادق .
وكان المجاهدون يتألفون من فلسطينيين ومصريين وليبيين .
وبعد أن سقطت المجدل في 5 تشرين الثاني بيد الأعداء أخذ هؤلاء بتشديد هجماتهم على عراق سويدان والقرى المجاورة . وفي 10 تشرين الثاني احتل المهاجمون مركز الشرطة ومن بعده سقطت القرية نفسها .
تعرف بقعة عراق سويدان ومركز شرطتها اليوم ، عند المغتصبين باسم " متسودات يوآب - Metsudat - Yoav " .
دمر اليهود هذه القرية تدميراً تاماً بعد اغتصابهم لها .

عراق سويدان
الموقع PGR121117
المسافة من غزة بالكيلو مترات 27
متوسط الارتفاع تحت مستوى البحر 100
المساحة بالدونمات 7529
عدد السكان 1931م 440
عدد السكان 1944/1945م 660
عدد المنازل 1931 81
عراق سويدان قبل سنة 1948
كانت القرية تنهض على هضبة صغيرة في السهل الساحلي, ذات تربة بنية اللون مائلة إلى الحمرة. وكان طريق الفالوجة - المجدل العام يجتاز الطرف الجنوبي من القرية. وقد بنى البريطانيون مركزا حصينا للشرطة غربي القرية, وعلى ذلك الطريق ذاته. والجزء الأول من اسم القرية, أي" عراق" (جمع عرق, ومعناه الجبل الصغير), يشير طبعا إلى موقعها , بينما الجزء الثاني من الاسم غير معروف الأصل. أما سكان القرية فكانوا من المسلمين.
في أواخر القرن التاسع عشر, كانت عراق سويدان قرية متوسطة الحجم, قائمة في أحد السهول. وبعيد سنة 1947, أصبحت القرية تشارك في مدرستها الابتدائية, التي بناها السكان كمدرسة خاصة في سنة 1942, سكان قريتي عبدس وبيت عفا المجاورتين. وكان عدد التلامذة من القرى الثلاث 104 في أواسط الأربعينات. وكانت مياه الاستعمال المنزلي تستمد من بئرين. أما المزروعات فكانت بعلية في معظمها. وكانت الحبوب المزروعات الأساسية, غير أنه كان ثمة مساحات صغيرة مخصصة للأشجار المثمرة (بما في ذلك اللوز) والعنب . في 1944/1945 , كان ما مجموعه 7329 دونما مخصصا للحبوب, و9 من الدونمات مرويا أو مستخدما للبساتين. وإلى الغرب من عراق سويدان, على الطريق العام, كان ثمة موقعان أثريان: خربة الشيخ محمد , وخربة الشيخ عبد الله ويبدو من الاستكشاف السطحي أن الموقعين كانا آهلين بكثافة خلال الفترة البيزنطية, وهما يضمان آثارا, كالمقابر والكهوف المنحوتة في الصخر وبعض الأرضيات من الفسيفساء.
احتلالها وتهجير سكانها سلمت السلطات البريطانية, عشية انسحابها في 15 أيار/ مايو 1948, السكان مركز الشرطة في القرية. وبعيد ذلك التاريخ, دخلت القوات المصرية فلسطين وصدرت الأوامر إلى الكتيبة الأولى بالتمركز في عراق سويدان, ونظرا إلى الأهمية الاستراتيجية لمركز الشرطة, الذي كان يتحكم في الطريق بين المجدل وبيت جبرين, فضلا عن تحكمه في الطريق الداخلي نحو النقب , فقد حاول الإسرائيليون من دون طائل, وفي ثماني هجمات منفصلة أن يستولوا على هذا المركز في الأشهر اللاحقة. وقد ذكر"تاريخ حرب الاستقلال" أنه "لا يوجد هناك موقع في البلد هاجمناه مرات كثيرة, مثلما هاجمنا ذلك "الوحش على التلة".
عندما أعلن بدء الهدنة الأولى, كانت القرية لا تزال خارج نطاق الاحتلال. وما أن انتهت الهدنة الأولى (التي جددت بدء "الأيام العشرة" حتى حاولت القوات الإسرائيلية. مجددا الاستيلاء عليها. إذ صدرت الأوامر إلى وحدات من لواء هنيغف (النقب) بالاستيلاء على مركز الشرطة, بينما أنيطت بوحدات من لواء غفعاتي مهمة احتلال القرية ذاتها. واستنادا إلى "تاريخ حرب الاستقلال", احتلت الكتيبة الرابعة من لواء غفعاتي القرية لفترة قصيرة, ليل 8 - 9 تموز/ يوليو,. غير إنها اضطرت إلى إخلائها فورا, لأن وحدات لواء هنيغف (النقب) أخفقت في احتلال ذلك المركز. وبعد ذلك التاريخ بيومين, أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف الموقع وغيره من الأهداف في منطقة غزة .
أخيرا سقط مركز الشرطة, في 9 تشرين الثاني / نوفمبرو في يد الكتيبة التاسعة من اللواء المدرع, بعد هجوم كثيف شنته خلال الهدنة وعقب عملية يوآف. وكان الهدف منه الاستيلاء على المركز تحديدا. كانت الخطة تشتمل على "قصف مدفعي ممهد بقوة لا مثيل لها من قبل [خلال الحرب], وبعد ذلك هجوم بالمشاة والدبابات" واستنادا إلى "تاريخ حرب الاستقلال", لم يشهد المهاجمون الإسرائيليون من قبل نيرانا كهذه منصبة على هدف واحد" . وبعد ساعتين من القصف العنيف, دمر حائط مركز الشرطة على يد وحدة إسرائيلية كانت تتقدم نحوه. أما المدافعون المصريون الذين صمدوا فيه ستة أشهر تقريبا, فقد "خرجوا من الحصن مذهولين ومصدومين واستسلموا" وجاء في تقرير مراقبي الأمم المتحدة, الذين شهدوا ذلك الهجوم, أن الموقع تعرض لقصف طائرات من طراز فلاينغ فورتريس , كما جاء في تقرير نشرته"نيويورك تايمز" أنه بعد أن سمع صوت إطلاق النار, وصل مراقبا الهدنة (أحدهما أميركي والآخر بلجيكي) إلى المكان مع ضباط الارتباط الإسرائيليين. ثم طلب الضباط الإسرائيليون إليهما مغادرة المكان بحجة عدم توفر الأمن. ورفض المراقبان الطلب, فاعتقلتهما الشرطة العسكرية الإسرائيلية واحتجزتهما حتى المساء. وقد وصفت أوساط الأمم المتحدة احتجاز الإسرائيليين للمارقبين بأنه "محاولة متعمدة لإجهاض الإشراف الفعلي على الهدنة".
في 10 تشرين الثاني / نوفمبر, بعد يوم من الهجوم, جاء في بلاغ إسرائيلي أن القوات المصرية انسحبت , بعد استسلام مركز الشرطة, من قرية عراق سويدان وقرية بيت عفا المجاورة. واستشهدت صحيفة "نيويورك تايمز" بهذا البلاغ الذي جاء فيه, كما قالت الصحيفة, أن الجنود الإسرائيليين احتلوا هاتين القريتين, لكنها لم تذكر هل بقي السكان فيهما أم لا. وقد كتب الجنرال يتسحاق ساديه, وهو مؤسس البلماح وأول قائد من قادته. وصفا شاملا للهجوم على مركز شرطة عراق سويدان, وأشار فيه إلى أن "اسم عراق سويدان بحد ذاته كان يبعث على الاحترام لدى مقاتلي وحدات الجيش الإسرائيلي" وبعد احتلال القرية ومركز الشرطة, اشتد الخناق على آلاف المدنيين والعسكريين الذين حجزوا داخل "جيب الفالوجة".
المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية
أسست ياد ناتان , وهي مستعمرة زراعية, في سنة 1953 إلى الشرق من موقع القرية, على أراضيها. وأقيمت مستعمرة عوتسم على أراضي القرية في سنة 1955, إلى الجنوب الشرقي من موقعها. وأقيمت سدي يوآف . واسمها الأصلي بيت يوآف, إلى الغرب من الموقع في سنة 1956, بالقرب من أراضي القرية.
القرية اليوم
يحتجب حطام المنازل بغابة من أشجار الكينا التي تغطي وسط القرية. ولا يزال يشاهد نبات الصبار وبقايا حوض ويسهل تمييز طريقين قديمتين من طرقات القرية, تمر إحداهما بالموقع والأخرى عبر أراضي القرية. ولا يزال مركز الشرطة البريطاني يستخدم, ويدعى الآن متزودت يوآف. أما الأراضي المجاورة فيستغلها المزارعون الإسرائيليون.

أهلا وسهلا بكم في موقع صقور الإسلام
عودة للقائمة

1

1

 

 

 
Free Web Hosting