يالو

قرية تقع في نحو منتصف الطريق بين قريتي " دير أيوب " و " بيت نوبا " ، على بعد نحو ميلين عن كل منهما . مساحتها 74 دونماً ، ترتفع 300 متر عن سطح البحر .
و " يالو " قديمة ، تقوم على بقعة " أيلون " ، بمعنى بلاطة الكنعانية ، وقد ورد ذكرها في " رسائل تل العمارنة " في القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، وفي العهد الروماني عرفت باسم " الوس - Alus من أعمال مقاطعة " نيكوبوليس - عمواس " .
لقرية يالو أراض مساحتها 14992 دونماً منها سبعة للطرق والوديان ولا يملك اليهود منها شيئاً . تحيط بهذه الأراضي ، أراضي قرى دير أيوب وعمواس وبيت نوبا ونطاق وساريس وبيت ثول وسلبيت . يزرع فيها ما يزرع في أراضي القرى المجاورة وفيها 275 دونماً . مغروسة بالزيتون ولكن اهتمام القرية بزراعة الحبوب أكثر بكثير من اهتمامهم بالأشجار المثمرة .
كان في يالو في عام 1922م ( 811 ) نسمة . وفي عام 1931م ارتفعوا إلى 963 - 483 ذكور و 480 إناث ، مسلمون ولهم 245 بيتاً . وفي 1/4/1945م قدروا بـ (1220) مسلماً . يعودون بأصلهم إلى قرى بيت محسير وحلحول وبيت جالا ويطة وغيرها . وبينهم شتيت من المصريين .
وفي 18/11/1961م بلغ عدد سكان " يالو " " 1644 " نفساً - 779 ذكور و 865 إناث مسلمون بينهم مسيحي واحد . وتشرب القرية من عين ماء عذبة اسمها " بير الجيار " .
وفي هذه القرية مدرسة للبنين أنشئت عام 1947 على حساب لجنة المعارف . بلغ عدد طلابها 108 طلال يعلمهم معلمان تدفع اللجنة عمالتها . وفي يالو نحو 250 رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة .
وبعد النكبة ( عام 1948 ) ارتفعت درجة هذه المدرسة من ابتدائية إلى إعدادية . بلغ عدد طلابها في عام 1966 - 1967 المدرسي 266 طالباً يعلمهم ثمانية معلمين .
وقد أنشئت فيها أيضا مدرسة للبنات وهي ابتدائية كاملة . بلغ عدد طالباتها في السنة المذكورة 178 طالبة تعلمهن أربع معلمات . وفي يالو جامع قديم جدد حدياً .
ومن أهم حوادث يالو الأخيرة ، الاعتداء الذي قام به ، اليهود على الأطفال اللاجئين في هذه القرية في صباح 2 تشرين الثاني من عام 1954م . وذلك أن ثلاثة من هؤلاء ، أكبرهم في الثانية عشر من عمره ، خرجوا من قرية يالو لجمع الحطب ، في اتجاه دير أيوب ، ومن نقطة تبعد 400 ياردة عن خط الهدنة داخل الأراضي الأردنية . ولما رأتهم جنود الجيش اليهودي - وكانوا 12 - أطلقوا عليهم الرصاص فقتلوهم جميعاً . ومما يلفت النظر أن البقعة التي ارتكبت فيها هذه الجريمة كانت في الأرض الحرام ، المنزوعة بين الأردن والمغتصبين .
وفي حزيران من عام 1967م هدم اليهود هذه القرية مع قريتي بيت نوبا وعمواس المجاورتين . وكان أنه لما مرت بها سيارتهم المدرعة كانت تعلن لسكانها عن طريق مكبرات الصوت والمثبتة فيها : " إيها العرب ! اجمعوا ملابسكم واستعدوا للرحيل إلى الضفة الشرقية " .
تحتوي يالو على : " بقايا بناء في أسفله عقود . ( الحبس ) ، تل أنقاض " تل الكوكة " بئر منبة .
تقع البقاع الآتية في جوار يالو :

1 - خربة حيبا : في الجهة الشمالية الغربية من القرية . وفي نحو منتصف الطريق بين عمواس ويالو . بقربها بئر نبع ، ترتفع هذه الخربة 250 متراً عن سطح البحر .
2 - خربة البدادين : تقع بين يالو ودير أيوب ، في أراضي الثانية .
3 - خربة السودية : خربة أثرية تحتوي على " معاصر ومدافن منقورة في الصخر " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يالو
ليس من شك في صدق تأوه الإنسان وحار شوقه إذا ذكر مسقط رأسه وهو بعيد عنه بعدا مؤقتا معلوما, فكيف به إن كان ذلك البعد غير مؤقت ولا معلوم.
وليس من شك في أن الذكريات والأحداث سوف تتوالى إلى ذهنه وتتداعى عليه كتساقط المطر على الأرض العطشى المتشققة في حر الصيف.
إنها صورة الرواية الشفوية لكل من أحب بلده, ومن الذي لا يحب بلده وسواء أكان أبناء يالو في الوطن أم في الشتات, فإن روايتهم واحدة,وإن مشاعرهم موحدة, وإن تكن بعض الأجساد بعيدة فإن الأرواح "جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".
هذه القرية التي كانت آمنة مطمئنة بأهلها الأصليين وبمن هاجر إليها بعد عام 1948م - أصبحت ركاما في نكسة 1967 م, وتفرق أهلها في جميع الأنحاء, وشرقي النهر وغربيه على أمل العودة بمشيئة الله عز وجل.
التسمية
تقول الرواية الشفوية أن اسم "يالو" هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد . وفي القديم كان يطلق على قرية يالو اسم أيلون بمعنى بلاطه باللغة الكنعانية, أما في الفترة الرومانية فقد عرفت يالو باسم آلوسي, هذا وكانت يالو في العهد الروماني تابعة لمقاطعة عمواس, وعمواس عرفت في ذلك العهد باسم (نيكوبولس) بمعنى مدينة النصر وتضم عددا من القرى المجاورة منها سلبيت ودير أيوب ويالو واللطرون وبيت نوبا والبرج وبيرا ماعاين. الخ هذ وقد حرفت الأسماء القديمة لهذه القرية لتصبح ما هو عليه الآن أي الاسم الموروث عن الآباء والأجداد 0يالو"
الموقع
إلى الغرب من بيت المقدس وبانحراف قليل إلى الشمال وعلى بعد 28 كيلو مترا تقع البلدة العربية الفلسطينية يالو وعلى بعد 30 كيلو مترا جنوب شرق يافا, و17 كيلو مترا أيضا جنوب شرق الرملة, و 30 كيلو مترا جنوب غرب رام الله. وترتفع يالو عن سطح البحر 320 مترا تقريبا , وبعد عام 1948 أصبحت يالو قضاء رام الله بدل الرملة وقبل ذلك القدس واعتبرت يالو من قرى الخطوط الأمامية حتى عام النكسة.
المساحة والحدود
بلغت مساحة أراضي يالو 1945م (14992) دونما حسب الوثائق الفلسطينية وخريطة فلسطين عام 1934م ولا يملك اليهود فيها شبرا ,وبلغ مسطح القرية في ذلك الوقت 74 دونما.
ويحد يالو من الشمال بيت نوبا وسلبيت ومن الغرب والجنوب عمواس ودير أيوب وساريس ومن الشرق بيت ثول ونطاف.
عدد السكان والحمايل
جاء في الأرشيف العثماني أول إحصاء سكاني دقيق ومتوفر للقرية وهي من كتاب (الجغرافية التاريخية لفلسطين ووادي الأردن وجنوب سوريا في القرن السادس عشر الميلادي) تأليف الدكتور كمال عبد الفتاح, وزميله ديترهوترث ووفقا لهذا الأرشيف فقد بلغ عدد سكان يالو في عام 1596م 38 عائلة وتقدر العائلة في الفترة بخمسة أنفار معنى ذلك أن عددهم 190 نسمة. وفي إحصاء عام 1922 م بلغ عددهم 811 نسمة وازداد عددهم عام 1931م إلى 963 نسمة.
وفي عام 1945م ارتفع العدد إلى 1220 نسمة وجاء في الإحصاء الأردني عام 1961 م أن عددهم بلغ 1644 نسمة وقدر عددهم عام النكسة 1967م 2500 نسمة.
وأهل يالو جميعا من طبقة واحدة لذا فقد كانوا متعاونين في الأفراح والاتراح, رغم أنهم كانوا موزعين على عدد من الحمايل ننقل أسماءها للقارئ الكريم من كتاب دليل الهاتف لأبناء قرية يالو. الصادر عن رابطة أهالي يالو في الأردن عام 1995م وهي :
إبراهيم , حماد, الخضور, الرب, رباح, زياد, سعيد, الشعيبي, الشيخ, ضيف الله, العرب, عكارة, عودة , عثمان , المجذوبة, مصطفة علي, الملاح, نصار, ويضاف إليهم الذين هجروا عام 1948 ونزحوا عام 1967م من يالو ومن هذه القرى دير أيوب, القباب, ساريس, بيت محسير, بيت ثول, نطاف.
مخاتير القرية
كان في الغالب في يالو مختاران, وقد تسلمت عدة شخصيات المخترة في البلدة وكان مركز المختار مهما ومهامه كثيرة منها الرسمية والشعبية بالإضافة إلى الإصلاح بين الناس, وبيته كان مجمعا وملتقى رجالات البلدة, ومن مخاتير القرية في عهد الانتداب والذين تم انتخابهم من قبل أهل القرية هم: الشيخ محمود إبراهيم العرب والشيخ حسن نواس والشيخ محمد عطية محمد سليمان, والشيخ عيسى نمر الرب والشيخ عيسى إبراهيم والشيخ العبد صالح المجذوبة, وفي العهد الأردني كان للقرية مختاران هما: عيسى نمر الرب والعبد صالح.
الساحة أو المضافة
إن الساحات في يالو قبل عام 1948م, هي من الأمكنة التي يتواجد فيها الرجال بصورة دائمة والساحات لها دور كبير في إصلاح ذات البين وإكرام الضيف ووحدة القرية ومن هذه الساحات ساحة دار عطية وساحة محمد سلامة وساحة أحمد عبد الله وساحة دار المجذوبة .
يالو من "ناحية " بني مالك
تنتمي يالو إلى ناحية بني مالك التي تنتمي إليها قرى, يالو, عمواس , دير أيوب, اللطرون, بيت لقيا, خربثا المصباح, بيت عور الفوقا بيت عور التحتا, بيت دقو, بدو, بيت اجزا, قطنة, نطاف, بيت عنان, القبيبة ساريس, بيت ثول, أبو غوش, عين رافة, بيت نقوبا, العمور, صوبا, القسطل , الطيرة, قالونيا, لفتا, بيت اكسا.
الحياة الاقتصادية
اعتمدت الغالبية العظمى من أهالي (يالو) في معيشتهم قبل عام 1948م على الزراعة وتربية المواشي, وقد كانوا يملكون أراضي واسعة وخصبة وكانت الزراعة بعلية تعتمد على مياه الأمطار وقد تمحورت حول المحاصيل الشتوية مثل:
القمح والشعير والكرسنة والعدس والحمص والفول, وأما المحاصيل الصيفية فكان أكثر اهتمامهم بالذرة والسمسم والبطيخ والشمام والفقوس والخيار والكوسا والبندورة والبامية واهتم الأهالي أيضا بزراعة المقاثي لكثرة الآبار والعيون الموجودة ومن هذه الآبار والعيون: بير الجبار, بير حيبا, بصة عباس, بير الطويل, عين الدباكة, عين الجنان, بير جمعة أحمد, بير مزة, عين القطاع, عين العقد, عين عبد الحميد علي, عين عليان جراح, بصة نهاد.
وهذه المقاثي زرعت بأكثر أنواع الخضراوات الموجودة في المنطقة وتشتهر قرية يالو بزرع معظم أشجار اللوزيات والصبر والعنب والتين والرمان والخروب والزيتون, والأشجار الحرجية.
وبقدر اهتمام أهل القرية بالزراعة كان اهتمامهم بالثروة الحيوانية خصوصا الأغنام والأبقار والدجاج والحمام وتربية النحل بالإضافة إلى الأبقار والجمال والبغال والخيل والحمير التي استعملوها كوسائط نقل ولحراثة الأرض. ولم يخلو بيت واحد من هذه الحيوانات وكان أهالي الفرية يسوقون بضاعتهم وإنتاجهم إلى أسواق القدس واللد والرملة قبل النكبة ثم أصبحوا يسوقونها إلى رام الله والقدس بعد عام 1948م.
الوظائف والعمل
وقبل هجرة أهالي يالو عام 1967 م كان كثير منهم قد التحقوا بالوظائف الحكومية خصوصا الجيش الأردني والشرطة والحرس الوطني وسلك التعليم وذهب الكثير من الشباب للعمل خارج القرية في مؤسسات خاصة وعامة وكانت يالو عامرة بالمواصلات خلال النهار ترتبط بشارع معبد يصل بين رام الله وعمواس وسكان القرية ينتشرون على مساحات واسعة قبل عام 1967م وكان يوجد فيها عدد من الدكاكين للبقالة واللحوم والحلاقة.
المسجد
كان يوجد في القرية مسجد قديم ومسجد حديث, المسجد القديم عمري وتقام فيه صلاة الجماعة والجمعة والعيدين والمسجد الجديد تقام فيه فقط صلاة الجماعة. ومن أئمة المسجد العمري الشيخ محمود محمد عطية والشيخ شحادة ياسين والشيخ رمضان الشيخ , أما المؤذن فقد كان الشيخ أحمد رقية (أبو سليمان).
المدرسة وصف الكتاب
تأسست مدرسة يالو عام 1947م وقبلها كانت صفوف الكتاب منتشرة في القرية وخصوصا في الساحات ومن مدرسي الكتاب في القرية الشيخ أحمد المصري والشيخ محمد العاجز والشيخ صالح عبد الرحيم والشيخ حسن اعمر والأستاذ مصطفى شحادة.
وبافتتاح المدرسة الحكومية كان أول مدير مدرسة حضر إلى القرية الأستاذ المرحوم أحمد الكسواني وبعده جاء الأستاذ المرحوم راتب أبو حجلة, والمرحوم الأستاذ مصطفى الريماوي, والأستاذ محمد حسين عثمان. ومن المعلمين الأستاذ حسن الكسواني, وليد صلاح, موسى عمار, المرحوم يعقوب أحمد المجذوبة .
الانتداب والنكبة 1948م
لقرب القرية من باب الواد كان أهالي يالو من المتحمسين والمشاركين في الدفاع عن وطنهم وكان بهم دور فعال في مقارعة جيش الانتداب ومن معه من اليهود وظهر ذلك من خلال معارك باب الواد وتحمسهم في الحصول على السلاح ولم تبخل النساء ببيع الحلي والذهب لشراء الأسلحة لمواجهة اليهود واستمر أهالي يالو يشاركون القرى المجاورة بالدفاع عن قراهم, حتى قدوم الجيش العربي الأردني ووضع قيادة اللواء الثالث في ظهر القرية على التلال المشرفة على قرية دير أيوب وباب الواد وجعل الكتيبة الثانية مشرفة على العمليات والإدارة , ودارت معارك عنيفة في المنطقة.
النكسة ومأساة القرية
لم تكن مأساة النكسة بسيطة أو خاصة بموضع معين أو بقرية أو مدينة بذاتها ولكنها مأساة عامة مريعة, شملت البلاد والعباد,وجنت على الجميع بدرجات متفاوتة, ولم تكن قرية يالو بأقل تلك المناطق مأساة إن لم تكن أكثرها, وقد تناولت في هذه الحلقة شيئا مما كتبه ابن يالو الدكتور ربحي عليان في مؤلفه "يالو . الأرض والإنسان".
يصعب جدا أن تصف مأساة إذا لم تعش أحداثها على الطبيعة, أو تشاهدها ولو عن بعد. وعلى الرغم من ذلك فإن المؤرخ الفلسطيني المرحوم عارف العارف تمكن من وصف مأساة قرية يالو وقرى اللطرون الأخرى عندما كتب يقول:
إنها من أشد المآسي ضراوة وأكثرها فداحة وجرحا.. تلك هي المأساة التي ألمت بالقرى الثلاث (يالو, عمواس, وبيت نوبا) في حرب 1967 . فقد هدموها كلها , بعد أن كانت قائمة وسط مروج خضراء. تزهو على جاراتها وتحمد لهذه الهبة الإلهية نعماؤها, وتحكي للأجيال الصاعدة حكاية تاريخها المجيد. لقد هدمت فأصبحت قاعا صفصفا ينعق في ربوعها بوم الشؤم والخراب. فعلوا ذلك بعد وقف القتال, ولو فعلوه أثناء القتال وهدموها بسبب مقاومة أبداها السكان, لما استحقوا شيئا من اللوم الذي نوجهه إليهم اليوم, ولسوف يوجهه إليهم التاريخ أيضا.
لقد حدث هذا وأكثر من ذلك, على الرغم من أن قرى اللطرون لم تقاوم الاحتلال الإسرائيلي عام 1967, فلم يكن لدى الأهالي أية أسلحة للمقاومة ولأن هذه القرى كانت على الخطوط الأمامية, فقد تمكن الجيش الإسرائيلي من اجتياز الحدود واحتلالها في غضون ساعات, وكان ذلك في ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء الموافق 6 حزيران 1967
بعد أن دخل الجيش الإسرائيلي هذه القرى استمر في زحفه باتجاه القرى الأخرى الواقعة على الطريق إلى مدينة رام الله. وما كادت حرب حزيران تنتهي ويوقف القتال بناء على قرار مجلس الأمن في 10 حزيران, حتى عاد الإسرائيليون إلى قرى اللطرون من أجل الهدم والنسف والقتل والتدمير . فقد نسفوا في اليوم التالي لوقف إطلاق النار وهو 11 حزيران الجزء الأكبر من قرية يالو بالديناميت. وبعد أسبوع أي في 18 حزيران هدموا ما تبقى من البيوت والمعالم في القرية بواسطة الجرافات الكبيرة المعروفة بالبلدوزر. وكذلك الحار فعل الإسرائيليون بقرى بيت نوبا وعمواس بعد أن انتهوا من قرية يالو. وفي غضون بضعة أيام رفع الأنقاض .. ولم يتركوا أية آثار تدل على أنه كانت هناك قرية أو عمران أو أية حياة , أما عدد المنازل التي نسفت في قرى اللطرون فكانت على النحو التالي:
عدد البيوت المهدمة

القرية البيوت المهدمة تاريخ الهدم
يالو 539 11/6 بالألغام
18 /6 بالجرافات الضخمة
عمواس 375 13/6 بالألغام
28 /6 بالجرافات
بيت نوبا 550 14/6بالجرافات
27 /6 بالألغام
وقد طرد الإسرائيليون وهم ينسفون البيوت ما تبقى من القرية من سكانها ومعظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال,ولم يمهلوا أحدا أن يحمل أي شيء مهما كان حجمه وطبيعته حتى أنهم لم يمهلوا الشيوخ لحمل عكازاتهم ليستعينوا بها ليستعينوا بها على المشي عندما طردوا من القرية. وقد مات بعض العجزة أثناء عمليات الهدم, ومن هؤلاء الشيخ عيسى زياد,وحسين الحوراني, علي العرب, ونعيمة حسين حماد, وحليمة حمد الله وصبحة العرب وفضة مصطفى زياد وطفلة عمرها سنة لأحمد حسن عطية. وآخرون أطلق عليهم النار وقتلوا أثناء سيرهم في الطريق العام باتجاه القرى المجاورة. فقد شعروا بالتعب وجلسوا جانب الطريق ليستريحوا من أعباء المشي المسافات طويلة, ومن هؤلاء الشيخ علي العرب والعجوز صبحة الملاح ومحمود العبد خليل.
لقد طرد جميع سكان القرية منها وتجمعوا في القرى المجاورة وفي مدينة رام الله ولم تكن لديهم أية أشياء من متطلبات الحياة سواء لهم أو لأطفالهم . وبعد عدة أيام طلبوا من الحاكم العسكري لمدينة رام الله أن يعودوا إلى منازلهم وأن لديهم الاستعداد للعيش في الخيام والكهوف في قراهم. ويبدو أن الحاكم العسكري وبترتيب مسبق سمح لهم بذلك فتدفق الأهالي إلى القرية كالسيل الجارف مشيا على الأقدام . وعندما وصلوا مشارف القرية أطلق الجنود الإسرائيليون النار عليهم ومنعوهم حتى من الاقتراب من حدود القرية. وعندما أصر البعض على العودة إلى القرية قام الإسرائيليون بقتلهم وإخفاء جثثهم ومن هؤلاء الذين استشهدوا في مذبحة جماعية.
* المرحوم إبراهيم علي الشعيبي 60سنة.
*المرحوم سهيل زهدي عبد الله موسى, 17 سنة.
*المرحوم عبد الرحيم تايه, 38 سنة.
*المرحوم عيسى محمد عيسى عبد الله, 36 سنة.
*المرحوم عبد الكريم محمود نمر, 40 سنة.
بعد ذلك عاد أهالي القرية ثانية إلى القرى المجاورة مثل بيت لقيا وبيت سيرا وبيت عور وخربثا وإلي بيتونيا ورام الله والبيرة. وعاود الأهالي المحاولة مع الحاكم العسكري من أجل أن يعودوا إلى القرية إلا أنه رفض وشجعهم على الرحيل إلى عمان واستعد أن يوفر لهم الباصات اللازمة لذلك.
ويكفي لكي يعرف الإنسان حجم المأساة أن يتصور الحياة بدون البيت وبدون المال وبدون الغطاء من دون بيت ومال وغطاء وأهل وضاع البعض وتشتت . لقد وصل الأمر أننا كنا نجعل من أكياس الأسمنت الفارغة الفراس والغطاء, ونجعل من الطوب وسائد, وكنا أحيانا كثيرة نلتحف السماء وننام في العراء على سطوح المنازل أو تحت الشجر. ويكفي أن يعرف البعض أننا كنا أحيانا نبحث على سطوح المنازل في رام الله عن الخبز الجاف الذي يرميه الأهالي عندما لا يعود صالحا للأكل
وهكذا تشرد سكان القرية في كل اتجاه بحثا عن فرصة العيش والحياة الجديدة بعيدا عن الأرض والبيت والأهل والذكريات وقد تشتت أهالي القرية على النحو التالي:
*فئة من أهالي القرية فضلت البقاء في الضفة الغربية المحتلة والعيش في القرى والمدن المجاورة وخاصة بيتونيا ورام الله والبيرة.
*فئة أخرى غادرت الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية وخاصة عمان والزرقاء, وعندما أقيمت المخيمات للنازحين تركز بعضهم في هذه المخيمات وخاصة مخيم شنلر القريب من عمان ,حيث لازالت تسكنه العديد من الأسر التي تشردت ولم تسمح لها إمكاناتها المادية بالعيش في المدن الرئيسة.
أما أهلنا الصامدون في الضفة الغربية فقد تابعوا محاولاتهم للعودة إلى القرية والعيش فيها أو استغلال الأرض في الزراعة. لكن قوات الاحتلال رفضت كل المحاولات. وشجعتهم على بيع أراضيهم للمستوطنين الصهاينة,إلا أنهم رفضوا ذلك ولا زالوا يرفضون, على أمل العودة في يوم من الأيام, ولا يزال هذا الأمل موجودا لديهم بعد اثنتين وثلاثين سنة من العيش بعيدا عن الأرض التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم منذ آلاف السنين.
وهكذا خسر سكان القرية جميع منازلهم. وعددا من أبنائهم وما يقرب من 15 ألف دونم من الأرض يعتبرها عارف العارف من أخصب أرض فلسطين وقد حاولت بعض المؤسسات ذات العلاقة مساعدة الأهالي ماديا مثل وكالة الغوث الدولية والهلال الأحمر الفلسطيني والاتحاد اللوثري العالمي. إلا أن سلطات الاحتلال كانت قف حائلا دون ذلك. حتى أن مصلحة الشؤون الاجتماعية الإسرائيلية رفضت تقديم المساعدات لأهالي القرية المنكوبة قائلة: أنها ليست هي المسؤولة عن الهدم وإنما هم رجال الجيش الإسرائيلي. والآن وبعد أكثر من اثنين وثلاثين عاما على المأساة لا يزال السؤال التالي قائما: ما هي حقيقة الأسباب التي دفعت الإسرائيليين إلى اقتراف هذه الجريمة النكراء بحق قرية يالو وأهاليها؟ ويعتقد المؤلف أن لهذه الجريمة ثلاثة أسباب رئيسة:
أولا: الموقع المتميز لقرية يالو والمشرف على طرق باب الواد والتي توصل القدس بالساحل الفلسطيني . وقد ظهرت أهمية هذا الواد وأهمية موقع القرية في الحديث عن معركة باب الواد. وقد وصف مراسل الغارديان اللندنية اللطرون والقرى المحيطة به (يالو , عمواس,وبيت نوبا) بأنها خنجر في خاصرة إسرائيل, ولهذا كان على إسرائيل أن تتخلص من هذا الخنجر.
ثانيا: أطماع إسرائيل التوسعية في الضفة الغربية وغيرها وسياسة التهويد التي تنتهجها إسرائيل. فقد طرح الوزير الإسرائيلي ييغال آلون على حكومته عام 1967 مشروعا بالمناطق المحتلة من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد دفع آلون إلى وضع مشروعه أنه كان يطمع إلى استغلال مركز "إسرائيل" القوى بعد حرب 1967 لإنجاز تسوية تضمن لها"الحد الأقصى من الأرض, والحد الأدنى من العرب", وينص مشروع آلون على مجموعة من النقاط والتي منها: " من أجل إنشاء نظام دفاعي متين من جهة,وتحقيق وحدة أراضي البلاد وتأمينها من ناحية جغرافية استراتيجية من جهة أخرى, تضم إسرائيل إلى سيادتها المناطق التالية: وهنا أود أن أشير إلى منطقة واحدة من هذه المناطق وهي : "شريط عرضه بضعة كيلو مترات, تجري دراسته على الطبيعة من شمالي طريق المواصلات بين القدس والبحر الميت, بحيث يصل في مكان ما مع المنطقة الواقعة شمال طريق عطروت - بيت حورون - اللطرون, بما في ذلك منطقة اللطرون يالو ,عمواس وبيت نوبا.
ثالثا: الانتقام من أهالي القرية بسبب الدور الوطني الذي لعبوه في معركة باب الواد وما قبلها وما بعدها من أحداث, خاصة وأن بعضهم كان يتسلل إلى الأراضي المحتلة منذ عام 1948, لأسباب عديدة, حتى أنه قتل العديد منهم وأسر البعض الآخر أثناء محاولاتهم التسلل.
النهاية
وهكذا تتابعت المآسي على أهل القرى من يالو إلى عمواس إلى بيت نوبا وغيرها, حيث اضطر من بقي منهم على قيد الحياة إلى أن يهيموا على وجوههم ميممين شطر رام الله والبيرة, ومنهم من دفعته المأساة بعيدا إلى شرقي النهر,أملا بتناسي الكوابيس التي رأوها رؤيا العين وربما وجدوا في ذلك النزوح مجالا أرحب للاستعداد ليوم العودة الموعود,ومنهم من جذبه الحنين إلى أرض الأباء والأجداد ومصارع الأبناء والأحفاد إلى الالتصاق بالأماكن المجاورة للقرية المدمرة أملا في عودة سريعة واستئناسا برائحة البلاد الطيبة وأن دنست بكراهية الأعداء ووحشيتهم ونتنهم الخبيث, ولتكتحل عيونهم برؤية مستمرة لمسقط رؤوسهم شحذا لهم, وإصرارا على استعادة الحقوق المغتصبة . اقتناعا بالمثل القائل "البعيد عن العين بعيد عن القلب" .
ومن أجل ذلك , ورغم كل ما أصابهم من عنت وإضرار مادية ونفسية فقد بقوا مستمسكين بالعروة الوثقى , ومحافظين على عاداتهم الطيبة وتقاليدهم العزيزة وتحابهم وتضامنهم وتعاونهم, إعدادا واستعدادا لما بعد النكسة وامتثالا لقول الله عز وجل: [أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم]. وقوله [ ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا].

أهلا وسهلا بكم في موقع صقور الإسلام
عودة للقائمة

1

1

 

 

 
Free Web Hosting